نشأ أبو العتاهية في أسرة لا تكترث لشيء، وكان هو لا يعتز بأي شيء في دنياه، كما أنهم يخضبون أيديهم تشبهًا بالنساء، ولعل ذلك يدل على الأثر والضياع الذي أحس به أبو العتاهيّة في حياته، وهي أن يرى أخاه يخوض بهذا الشيء، حتى أصبح يقتدي به ويفعل فعله. وبعد ذلك احترف أخوه عملَ الخزف والفخار، فكان يأتيه الأحداث والمتأدبون يسمعون لشعره فيعجبون به، ١] ثقافة أبي العتاهية هل الشعر سليقة أم صناعة؟ يُلاحظ أن شخصيّة أبي العتاهيّة بدأت تتطور حين دخل بعمل الفخار، الذي ظهر بموهبته الشعريّة والتي أُعجب بها الكثير، إذ كان يقول الشعر على سجيته دون أن يجهد نفسه به، ٣] اشتهر أمره بالكوفة إذ اختلط بالمجّان من الشعراء وأخذ من ثقافتهم، أمثال: مطيع بن إياس، كما أخذ يختلط بالعلماء والمتكلمين، ٤] اتصال أبي العتاهية بالخلفاء لماذا سُجن أبو العتاهية؟ انتقل أبو العتاهية هو وصديقه إبراهيم الموصلي من الكوفة إلى بغداد، واستمع المهدي إلى شعره فأعجب به، حتى أصبح أثيرًا عنده متقدمًا على كل الشعراء، فعظم شأن أبي العتاهية، فاتصل به كبار رجال الدولة أمثال خال المهدي يزيد بن منصور الحميري، توقف أبو العتاهية عن الغزل في شعره، فانتقل زهد أبي العتاهية من مجالس الخلفاء إلى دروس مذاهب المتكلمين وببعض الفرق، وفي عصر الخليفة الرشيد كان أبو العتاهية قد امتنع عن الشعر،