ويقصد بها رؤية وفحص موضوع الدراسة مع الاستعانة بأساليب البحث العلمي الأخرى التي تتلاءم مع طبيعة هذه الظاهرة وهى المشاهدة والمراقبة الدقيقة السلوك أو ظاهرة، وتسجيل الملاحظات أولاً بأول، كذلك الاستعانة بأساليب الدراسة المناسبة لطبيعة ذلك السلوك أو تلك الظاهرة بغية تحقيق افضل النتائج، أو الحصول على أدق المعلومات). وبذلك فان الملاحظة عبارة عن مراقبة نوع من الظواهر من أجل استخلاص (القاعدة العامة) في بقية الأنواع المناظرة لها. وفي علم الإجرام، تعد الملاحظة وسيلة عملية مباشرة لمراقبة المجرم حدثاً كان أو بالغاً، مريضاً كان أو صحيحاً، عاقلاً أو مجنوناً ومن خلالها يستطيع الباحث أن يصل الى السبب في الإجرام قلما يتوافر بطريقة أخرى. وما يجب التنويه اليه أن اهم الضمانات الواجب توافرها في الملاحظة كأسلوب البحث المجرم تتعلق بشخص من يتولى الملاحظة نفسه، أولا: لا بد أن يكون ذا حساسية وخبرة ودراية علمية، فضلا عن سلامة تقديره واستنتاجه. وثانيهما أن تكون الملاحظة قد اخذت الصورة المناسبة للحالة الإجرامية المطلوب دراستها. قلمة احوال تتطلب أن تكون الملاحظة بطريق ( المشاركة) وأحوال أخرى يحسن أن تكون بغير مشاركة والمقصود بالمشاركة، نزول الباحث على ساحة الجماعة ليندمج ويعيش فيها كواحد من أفرادها، وذلك دون أن يدع لأحد فرصة ادراك حقيقة دوره في الملاحظة وتتحقق الصورة الثانية مع اعلان الملاحظ من وظيفته علانية وذلك بقصد أن يكسب الفرد أو المجموعة التي يريد أن يدرس حالتها الإجرامية، والحالة الأولى تكون أجدى اذا كانت حالة المجرم مضطرية من الناحية النفسية أو العصبية بحيث یزید اعلان الباحث عن عمله من حدة مرضه النفسي أو العقلي ، وتهدف الملاحظة الى تحقيق أمرين: الأول: تكوين نموذج تحليلي للعلاقات بين الأفراد وبين معانيها ، وفي ذلك يوصى باتباع النموذج اللاتيني : (من الفاصل مع من منى، أين كيف) ويتعلق اذن يجمع معلومات تنظيمية من الأفراد الذين ينشتون علاقات اجتماعية فيما بينهم ولهذه العلاقات تاريخ، وتتحقق بغية وظائف موضوعية ومفترض لها تنظيم وادوار وقواعد وجزاء من اجل ضبطها والرقابة عليها، وأخيراً تتأسس على نسق أو نظام الاتصال". الثاني: تقدير الهوة التي توجد بين الأنماط النموذجية للسلوك وبين أنواع السلوك الفعلي، فهذه الملاحظة تسمح بالمقارنة بين معايير السلوك وأنواع السلوك الفعلي التي فيها مضمون اجتماعي وحضاري مختلف عن ذلك الذي يحوزه الفاعلون. وهنا توجد الفرصة لتحكم على قدرة القواعد المعيارية وعلى نظام القواعد المتنافسة معها، وكذلك تقدير درجة التكامل الثقافي للمجتمع والدراسة التنظيمية للسلوك تسمح بمقارنة قوة المبادئ الأمرة (المبادئ الحضارية)، والبواعث الفردية (الشخصية". وتجدر الإشارة إلى أن الملاحظة تعد من الأساليب الدقيقة التي تحتاج الى خبرة ودراية وحساسية فائقة سواء في الانتباه أو التذكر أو سلامة الحكم. الفرع الأول: المقابلة: يتصل الباحث بالأفراد محل الدراسة مباشرة. وتتحقق هذه الوسيلة عن طريق توجيه عدة أسئلة مباشرة الى الفرد أو الأفراد محل الدراسة. وقد يكتفى الباحث بمقابلة واحدة وربما يحتاج الأمر إلى تكرار هذه المقابلة، وتبدو أهمية هذه الوسيلة اذا نجح الباحث في كسب ثقة هؤلاء الأفراد بحيث يدلون تلقائيا بمعلومات قد يصعب الحصول عليها بطريق آخر. وتتمثل صور المقابلة في ثلاث كالاتي: أولا: المقابلة الشخصية، وهى المقابلة وجهاً لوجه بين الباحث والشخص أو الأشخاص المعنيين بالبحث. وهذه هي أكثر أنواع المقابلات استخداما في البحث وهي التي تهمنا في مجال بحث السلوك الإجرامي. ثانيا: المقابلة التليفزيونية، وهي أما أن تكون مكملة للمقابلة الشخصية أي استكمالا البعض المعلومات التي كان الباحث قد حصل عليها، ثالثا: المقابلة بواسطة الحاسوب فيعد كل هذا التطور التكنولوجي الحديث، يكون بالإمكان محاورة الباحث للمبحوثين عن طريقة البريد الإلكتروني أو التسجيلات الفيديوية عن بعد . 1. تحقق المقابلة كل المزايا التي يمكن أن يحققها الاستبيان من حيث كشف الحالة النفسية والاجتماعية للشخص موضوع البحث عن طريق توجيه الأسئلة وتلقى الإجابات. 2. تتميز المقابلة على الاستبيان بأنها أوسع نطاقاً وأدق نتيجة، لأنها تشمل الأمي والمتعلم. وهي أدق نتيجة لان المبحوث في المقابلة يصعب عليه أن يزيف إجاباته وانفعالاته. 3.تتميز المقابلة بأنها تستطيع ، توحى للباحث بأسئلة قد لا ترد في خاطره عند تصميم الاستبيان. 4.في المقابلة قد يستطرد الشخص نفسه فيكشف عن أشياء لم يطلبها الباحث ولكنها من الأهمية بمكان ما. ثانيا: عيوب المقابلة : تواجهها بعض الصعوبات كونها تحتاج الى جهد كبير ووقت طويل التحقيق الهدف منها، بحسب مهارة الباحث وقدرته على التحاور الجيد، كما أنها قد لا تسفر عن نتائج مفيدة للباحث نظرا لقيام الشخص الذي تجرى معه المقابلة بإعطاء إجابات غير دقيقة بحسب درجة الثقة مع الباحث".