باسم من أحسن صورتك وجّملك ابدأ رسالتي، وبعد التحيّة الطيّبة لصاحبة الطلّة البهيّة اهنئك بمرور نصف عام من الحب والحياة، لم أكتفي بها منك وأنتِ فضاء من جمال لا يمكن أن أُلمّ به، لم تنطفئ بها شمعة الشوق التي أوقدتها بأواخر اغسطس بل كبرت واشتد لهيبها حتى كادت أن تفتك بي، بات هذا الشوق عنيدًا لا يخمده اتصال ولا رسالة وسلام، لن يخمد يا غيمتي إلا عندما احتضنك كما تحتضن الأرض القاحلة في عز الظهيرة قطرات المطر، ستعلمين حينها كيف كانت تبدو لي الحياة جافة دونك.كم أنتِ عظيمةً بقلبي أيتها الروان، من أين لك هذه القدرة التي جعلتك تكبرين في قلبي بهذه السرعة؟ كيف استطعتي أن تستعمري فكري دون مجاهدة مني؟ كيف سلبتيني مني حتى بدأت أشعر بأني أنتِ في مكان ما وأنك أنا في مكان آخر، أيعقل أن نكون شخصًا واحدًا في جسدين؟ كيف وصلنا لهذا القرب؟ أتعلمين؟ عندما أعانقك للمرة الأولى لن يقتصر اتصالنا بالجسد فقط، سنصبح متشابهين حد الاختلاف، ومختلفين حد التشابه!قولي لي، كيف أصفك و بماذا أشبهك؟ إن قلت شمسًا تضيء لي دربي تذكرت أن الشمس تغرب وأنتِ لا تغربين، إن قلت بدرًا يبدد عتمتي ويزيّن سمائي تذكرت أنه يتضاءل حتى يصبح هلالاً ثم يختفي وأنتِ بقلبي شامخةً لا تتغيرين. لذا فلن أشبهّك بشيء، أنتِ الأعلى منزلة وكل الأشياء دونك،حلوةٌ أنتِ ياروان.حلوةٌ كحلاوة أول لقاء، كحلاوة تلك الأغاني التي توارت مشاعرنا بين ألحانها معلنةً الحب على إستحياء. حلوةٌ أنتِ كحلاوة صوتك الذي حين سمعته أول مرة تركت كلّ أنواع الموسيقى وأعلنت اكتفائي به. حلوةٌ أنتِ كحلاوة ضحكاتك التي خلق الله بها فتنة موسيقية لا يمكن لسواك أن يعزفها، وفتنة بصرية تتجلى في عينين مقوّستين كلما رأيتهما علمت أن الله حصر سعادتي بينهما. حلوةٌ أنتِ كحلاوة الشامة التي شرّف الله بها خدك ليعلن معها اكتمال الحلى، ولا أعلم هل خدّك نال شرفها أم هي من نالت شرف خدك، ولكني أعلم أنها ما وضعت هناك إلا لتكون دليلاً لقبلاتي.