أن الاهتمام يجب أن يعطى أولا للعمل النشط الذي يقوم به المتعلم في تعامله مع وضعيات التعلم ، في البنيات الدلالية القائمة والاحتفاظ به عقليا لاستعماله لاحقا ، و وبالتالي لا يمكن الحديث عن التعلم بمعزل عن الذاكرة ، لقد نبهتنا الأبحاث التجريبية في علم النفس المعرفي منذ وقت طويل إلى أن استعمال استراتيجيات مختلفة ، بينت دراسة كريك و واتكينس كيف أن المعالجة القائمة على التكرار اللفظي لمجموعة من الكلمات والمعالجة التفصيلية لنفس الكلمات هما استراتيجيتان ناجعتان للاحتفاظ بالكلمات واسترجاعها على المدى القصير ، طلب الباحثون من المشاركين حفظ قوائم كلمات بعد تقسيمهم إلى مجموعتين قامت إحداهما بتمارين تكرار والأخرى بتمارين تفصيلية ، وكان الباحثون يطلبون من المشاركين تكرار الكلمات الأخيرة في القائمة عدة مرات لبعض الوقت قبل أن يطلبوا منهم استرجاع كلمات القائمة كلها . بالنسبة لنفس الكلمات ، أن يفكروا في معنى الكلمة ثم يفصلوا هذا المعنى ، تبين النتائج أن المشاركين الذين قاموا بتمارين التكرار ، نجحوا بشكل جيد في استرجاع الكلمات المكررة في الاختبار الفوري أكثر من الكلمات الأخرى التي لم يستعملوا أي استراتيجية التكرار اللفظي للاحتفاظ بها ، ولم يكن استرجاع الكلمات التي تمرنوا عليها مرارا وتكرارا وتذكروها بشكل أفضل في الاختبار الفوري أفضل من كلمات أخرى لم بكرروها على الإطلاق . أما بالنسبة للمشاركين الذين قاموا بالتمارين التفصيلية ، أي أنهم بدلا من تكرار المعلومات بسلبية في محاولة للاحتفاظ بها ، رغم أن كلا النوعين من التمارين قد ساهما في تحسين الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة ، دراسة أخرى تبين بوضوح أهمية عمق المعالجة هي الدراسة الكلاسيكية لكريك و تولفين ( 1975 , في هذه الدراسة تم عرض مجموعة من الكلمات على المشاركين ودعوتهم للإجابة على أسئلة مختلفة حول هذه الكلمات ، أي ما إذا كانت الكلمة المعروضة تتلاءم من حيث القافية مع كلمة أخرى . طرحت أسئلة حول ما إذا كانت الكلمة تدخل في فئة معينة أو تصلح في إطار جملة معينة ، وبعد هذه العملية التي تمت دون علم المشاركين أنه سيتم اختبارهم ،