وقفت عند كوة الحياة لا أدري لماذا أقف ومن ذا أوقفني هناك. وإذ بالناس في السبيل يمرون، لعلي أعثر على ما يجعلني مختلفة عنهم وهم مختلفين عني، فصرت أعجب بالناس وأغبطهم على ما لديهم وليس لي أن أفوز بمثله وأتعزى بمظاهر الكآبة عندهم؛ على أني لم أزدد إلا شعورًا بحيرتي وعجزي، وأني شربت كأس المرارة حتى الثمالة ثم أوحي إلي بأن هناك وجودًا غير ملموس يدعى السعادة، وشعرت باحتياج محرق إلى التعرف إليها، ففهمت أنه ليس أقسى على النفوس في انفرادها وسكوتها وعجزها من تلقي ذلك الوحي العنيف،