وزاد الإمام أحمد في روايته: " قال عبد الله – وكان يقرأ الكتب-: وأظن أولادها خروجًا طلوع الشمس من مغربها " (مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر،نعم؛ جمع الحافظ ابن حجر بين أولية الدجال وأولية طلوع الشمس من مغربها، فقال: " الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بقيام السَّاعة، تميز المؤمن من الكافر؛ تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة، وأول الآيات المؤذنة بقيام السَّاعة النار التي تحشر الناس " (فتح الباري).ويرى الحافظ ابن كثير أن خروج الدابة هو أول الآيات الأرضية التي ليست بمألوفة؛ فإن الدابة التي تكلم الناس وتعين المؤمن من الكافر أمر مخالف للعادة المستقرة. وخروج يأجوج ومأجوج؛ إلا أنهم بشر، مشاهدتهم وأمثالهم من الأمور المألوفة؛ بخلاف ظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها، فهو ليس من الأمور المألوفة (انظر: النهاية).والذي يظهر أن المعول عليه ما ذهب إليه ابن حجر؛ فإن خروج الدجال من حيث كونه بشرًا ليس هو الآية، فتنبت، ويكون معه كذا وكذا مما ليس مألوفًا؛ كما سيأتي في الكلام على الدجال. وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس " (فتح الباري).وهذا ترتيب بين جملة من الآيات وجملة أخرى منها؛ دون تعرض لترتيب ما اندرج تحت هاتين الجملتين، مع أنه يظهر لي أن الطيبي يرى ترتيب الآيات حسب ما ذكره في كل قسم؛ ليتوبوا ويرجعوا إلى ربهم، وذلك مناسب لها.وأما إذا ظهر القسم الثاني – الدال على حصول السَّاعة – فإن الناس يتميزون إلى مؤمن وكافر؛ كما سيأتي أنه عند ظهور الدُّخان يصيب المؤمن كهيئة الزكام، كما سيأتي ذكر ذلك، ثم يكون آخر ذلك ظهور النار التي تحشر الناس. والله أعلم.وقبل ذكري لهذه العلامات العشر الكبرى تحدثتُ عن المهدي؛