فَوقَ شَجَرَةِ الصَّنَوبَرِ بَنَى السَّيِّدُ قَاقَ بَيْتَهُ الجَمِيلَ، السَّيِّدَةُ يَمَامَةُ تَقُولُ عَنْ صَوتِه أَجَسٌ، والسَّيِّدُ دُورِيُّ يَقُولُ أَنَّ صَوتَهِ بَعَبَعَةٌ لَا تُطَاقُ، الطُّيُورُ رَفَضَت فِي البِدَايَةِ إِلَّا أَنَّهَا وَافَقَت وَقَالُوا فِيمَا بَينَهُم : ( نَذْهَبُ إِلَى ذَلِكَ الطَّائِرِ الأَسْوَدِ وَنَضَحَكُ قَلِيلًا عَلَى صَوتِهِ وَشَكلِهِ ) !!. جَلَسَ الجَمِيعُ عَلَى مَقَاعِدِ المُسْتَمِعِينَ، وَعَلَى وَجُوهِهِم تَبْدُو دَلَائِلَ السَّحْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ، مَع أَنَّ السَّيِّدَ فَاقَ كَانَ مُتَحَمِّسَاً لِهَذَا الحَفْلِ وكَانَ بِأَتَمَّ الاِسْتِعَدَادِ لَهُ، لَمْ يَفَهَمُ السَّيِّدُ فَاقِ مَا الَّذِي يجري مِنْ حَولِهِ وَلَكِنْ عِندِمَا بِدِأَ المُستَمِعُونَ يَضَعُونَ أَيْدِيَهِم عَلَى أَذَانِهِم وَيَتَرَكُونَ المَكَانَ وَاحِدَاً تُلوَ الآخَرِ ، تَوقَفَ السَّيِّدُ قَاقَ عَن الغِنَاءِ، صُدِمَ السَّيِّدُ فَاقَ بِمَا سَمِعَهُ ومَا رَآهُ مِنْ م أَصْدِقَائِه، وقَالَ فِي نَفْسِه : (هَل أَنَا بِهَذَا السُّوءِ) وَكَانَتِ الطُّيُورُ تُشَاوِرُه وتَأْخُذُ بِرَابِهِ، جَمَعَ الطُّبُورَ، إن هَذَا تَصَرُّفٌ خَاطِيءٌ يُؤْذِي المَشَاعِرَ، هل يُحِبُّ أَحدُكُم أَن يَكُونَ مَكَانِهِ ؟! قَالَ أَحَدُهُم : لَا وَلَكَنَّ صَوتَه غَيْرُ جميل وشكله أيضاً . وحتى ولو كَانَ صَوتُه غَيْرَ جَمِيلٍ وَشَكله كَذَلِكَ لا يَصِحُ أَن نَقول لَهُ أنتَ ؟ قبيح أو أن نَسخَرَ مِنهُ، وقد نَهَانَا الله وَرَسُولُهُ أَن يَسْخَرَ بَعضُنَا مِن بَعض . بَدَتِ الحَيَوَانَاتُ مُقتَنِعَةٌ بِمَا قَالَهُ الحَكِيمُ، وفي وفي صَبَاح صَبَاحٍ الـ ا اليوم التالي، وإذا بالدُّورِي يَحْمِلُ بِطَاقَةَ دَعَوَةٍ كُتَبَ عَلَيْهَا : ( دعوةٌ لِإِحْيَاءِ حَفْلِ الرَّبِيعِ ). قالَ السَّيِّدُ قَاق : ولَكِنَّكُم لا تُحِبُّونَ صَوتِي ؟؟. قالَ الدُّورِيُّ : كُنَّا مُخطِئِينَ يا سَيِّدِي،