تُشكل سيرة النبي محمد ﷺ حجر الزاوية في تاريخ الإسلام، إذ اعتمد المسلمون عليها كمرجع أساسي لتدوين تاريخهم، حتى الجاهلي منه، من منظور إسلامي محدد. فالسيرة النبوية محورٌ أساسيٌّ أثر في أحداث الجزيرة العربية والعالم الإسلامي، وقد دفع الحاجة الدينية لدقتها وسلامتها من الافتراء (كونها مفتاح فهم القرآن) المسلمين لتبني منهج علمي دقيق في الرواية التاريخية، متمثلاً في قواعد مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل. بدأ هذا المنهج لخدمة السنة النبوية، ثم امتدّ ليشمل التاريخ بوجه عام، مما جعل كتابة السيرة النبوية بمثابة مدخل لدراسة وتدوين التاريخ الإسلامي عمومًا، مستخدمين نفس القواعد العلمية الدقيقة في حفظ رواياتها وحفظ مصادر الإسلام الأخرى.