يتناول هذا البحث العلاقات السياسية بين مملكة ميتاني وآشور خلال الفترة 1500-1204 ق.م، مُقسمًا إياها إلى مرحلتين. المرحلة الأولى (1500-1365 ق.م) تُظهر سيطرة ميتاني على آشور، رغم استقلال آشور الظاهري كما يتضح من اتفاقياتها مع بابل ومصر. لكن سوء تقدير ميتاني لعلاقات آشور مع مصر، دفعها لحملات عسكرية أدت لإخضاع آشور. ساعد في ذلك قوة ميتاني، استقرارها الداخلي، وتحييد مصر. رغم ضعف الملوك الآشوريين، إلا أن محاولات التحرر بدأت مع آشور بيل-نيشيشو، متزامنة مع صراعات داخلية في ميتاني وتوسع الحثيين بقيادة شوبيلوليوما. استغل آشور-وبالط الأول هذه الظروف لتحقيق استقلال آشور نهائيًا. المرحلة الثانية (1275-1204 ق.م) تُظهر صراعًا جديدًا، لكن هذه المرة على أراضي ميتاني. بدأ الصراع بهجوم ملك ميتاني على آشور، فرد أدد-نيراري الأول بهزيمة ميتاني وأسر ملكها، لكنه أعاده ليكون تابعًا. تُظهر هذه السياسة براغماتية آشورية. استمر الصراع مع ثورة خانيكلبات، ثم عاد شلمنصر الأول لإخضاعها، مُحافظًا على حدود آشور. اختتم توكلتي-نينورتا الأول الصراع بهزيمة ميتاني نهائيًا، مُنهيًا وجودها كقوة مؤثرة. باختصار، البحث يُبرز تحول العلاقة من تبعية آشور لميتاني إلى سيطرة آشورية كاملة على ميتاني، مدعومةً بعوامل داخلية وخارجية في كلتا المملكتين.