قالت ثلاثة مصادر إن السعودية ستكون مستعدة لقبول التزام سياسي من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية بدلا من أي تعهدات أكثر إلزاما، أوقفت الرياض الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة على مدى شهور لإقناع السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بها للمرة الأولى، لكن مصدرين إقليميين قالا إن السعودية تحرص بشكل متزايد على تعزيز أمنها ودرء التهديدات من منافستها إيران حتى تتمكن المملكة من المضي قدما في خطتها الطموح لتحويل اقتصادها وجذب استثمارات أجنبية ضخمة. ومن أجل خلق مساحة للمناورة في المحادثات حول الاعتراف بإسرائيل ولإعادة الاتفاق الأمريكي إلى مساره، قال مصدران إقليميان كبيران لرويترز إن المسؤولين السعوديين أبلغوا نظراءهم الأمريكيين أن الرياض لن تصر على أن تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لإقامة دولة فلسطينية، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أمر بعيد المنال حتى قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، ويمنح الرئيس الأمريكي جو بايدن نصرا دبلوماسيا يتباهى به قبل الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني. وقال أحد المصادر الإقليمية إن المسؤولين السعوديين حثوا واشنطن في أحاديث خاصة على الضغط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة والالتزام "بأفق سياسي" لإقامة دولة فلسطينية، وقالوا إن الرياض ستقوم بعد ذلك بتطبيع العلاقات والمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة. يرفض بشكل قاطع أي تطلعات أمريكية وعربية لإقامة دولة فلسطينية بمجرد انتهاء الحرب في غزة. وقال أحد المصادر الإقليمية البارزة المطلعة على التفكير السعودي "التطبيع يتطلب التزاما حقيقيا من الإسرائيليين بأنهم منفتحون على حل الدولتين إن لم يكن قانونيا فعلى الأقل سياسيا". وتابع "إذا أوقفت إسرائيل هجومها العسكري على غزة - أو على الأقل أعلنت وقف إطلاق النار - فسيسهل ذلك على السعودية المضي قدما في الاتفاق". •الطريق إلى إقامة دولة المسعى الدبلوماسي للرياض مدفوع بالرغبة في التوصل إلى اتفاق بينما لا يزال الديمقراطيون في البيت الأبيض ويشكلون الأغلبية في مجلس الشيوخ، إلى جانب لبنان وسوريا وغزة. ودورها في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018. وقالت المصادر المطلعة على التفكير السعودي، إنه في ظل حرص بايدن على التوصل إلى اتفاق، ولم تكن هناك أيضا أي محاولة لإحياء السياسة التي طالما نادت بها السعودية والتي عرضت على إسرائيل علاقات طبيعية مع العالم العربي بأكمله مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967. وأشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن تواصل المحادثات مع الرياض بشأن الجوانب الأمريكية السعودية في اتفاق التطبيع – بما في ذلك التعاون النووي والضمانات الأمنية – لكن كل شيء يعتمد على التزام إسرائيل بالمسار المؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وإنهاء الحرب في غزة. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عندما سُئل عن التطبيع "تركز الجهود الدبلوماسية الأمريكية حاليا على الأزمة الراهنة. لن يكون للفلسطينيين سيادة من حيث القدرة على تكوين جيش أو الدخول في معاهدات مع إيران أو تهديد إسرائيل بأي شكل من الأشكال". وقال نتنياهو في بيان الشهر الماضي إنه لا بد أن يكون لإسرائيل سيطرة أمنية على جميع الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن بموجب أي ترتيبات في المستقبل المنظور. وفي علامة محتملة على حساسية مسألة إقامة الدولة داخل الحكومة الإسرائيلية، قال المسؤول إن محادثات التطبيع يتعامل معها حصريا نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر. •قرارات صعبة قال مصدر أمريكي إن واشنطن تعتقد أن رغبة الرياض القوية في الحصول على ضمانات دفاعية أمريكية تعني أن المملكة ستكون مستعدة لإبداء بعض المرونة بشأن ما يمكن أن يشكل التزاما إسرائيليا بمسار يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية. وستكون إقامة علاقات مع الدولة السنية ذات الثقل في العالم العربي أكبر مكسب دبلوماسي لنتنياهو، بينما بالنسبة للفلسطينيين، وحل الصراع القائم على حل الدولتين مش يعني حل تكتيكي". فأنا رأيي أنه هذه الكارثة اللي صارت في الحرب يمكن ينتج عنها أفق وأمل. والموضوع مربوط بقد إيش الأمريكان بيقدروا يحطوا خليني أقول الأشياء القائمة حاليا لوقف الحرب في شروط معقولة والانتقال جديا لحل سياسي، وقال المصدر الأمريكي إن إدارة بايدن تعتقد أن نتنياهو مستعد لإبقاء احتمالات التطبيع الإسرائيلية السعودية حية لكنه لا يظهر أي علامة على تخفيف رفضه تقديم تنازلات للفلسطينيين، استخدم بلينكن مطلب رسم مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما ظهر خلال اجتماعات في تركيا والأردن وقطر والإمارات والسعودية، لتقديم موقف إقليمي موحد لإسرائيل. وقال للصحفيين إنه سيتعين على إسرائيل اتخاذ قرارات صعبة لضمان أمنها واندماجها في المنطقة على المدى الطويل. ومع وجود اقتراح جديد من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة قيد المناقشة، فإن وقف الأعمال القتالية قد يمنح الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال أحد المصادر الإقليمية البارزة القريبة من التفكير السعودي "بايدن حريص للغاية على الاتفاق. وقال المصدران الإقليميان إنه على الرغم من إنهاء السعودية وإيران الخلاف الدبلوماسي بينهما في تقارب برعاية الصين العام الماضي، ونفت إيران أن يكون لها أي دور. واتفقت واشنطن والرياض على بدء مناقشات حول اتفاق دفاعي والتطبيع مع إسرائيل خلال زيارة بايدن للمملكة في عام 2022 لإصلاح العلاقات المتوترة بشأن قضية مقتل خاشقجي وقرار الولايات المتحدة إنهاء المساعدة العسكرية للرياض في حربها على الحوثيين في اليمن. والتي تأسست على معادلة بسيطة: الطلب الأمريكي للنفط السعودي والطلب السعودي للأسلحة الأمريكية. لكن ربما كان الوقت ينفد بالنسبة لتوصل الدولتين لصفقة ضخمة. وقال المصدر الأمريكي إنه كلما مضت الولايات المتحدة أكثر في حملة الانتخابات الرئاسية، الذي كانت تربطه علاقات ودية مع الزعيم الإسرائيلي وولي العهد السعودي، المنافس الجمهوري لبايدن. وقال المحللون إن من المتوقع على نطاق واسع أن تدعم فترة رئاسة ثانية لترامب، التطبيع بين إسرائيل والسعودية ولكن من غير الواضح كيف سيكون موقفها من تعزيز العلاقات الدفاعية الأمريكية السعودية.