يتتبع النص مسيرة الفيلسوف كارل بوبر، بدءًا من كتابه "المجتمع المفتوح" الذي حقق انتشارًا واسعًا، وترجم للعديد من اللغات، حتى وصلت ترجمته الروسية عام 1992 إلى خمسة آلاف نسخة، متزامناً مع انهيار الاتحاد السوفييتي. يُشير النص إلى كتاب بوبر التالي "عقم النزعة التاريخية" (1957) كمُلحَق لكتابه الأول، حيث ينتقده فيه حجج الاتجاه الفلسفي الذي يعتقد بمسار تاريخي محتوم، ويرى بوبر أن وظيفة العلوم الاجتماعية ليست التنبؤ بهذا المسار. يُناقش النص جذور هذه النظرة التاريخية عبر تاريخ الفكر، من اليهودية إلى هيجل وماركس، مُلقيًا باللوم على ماركس بشكل خاص لتأثيره في اعتبار النبوءة التاريخية أسلوبًا علميًا. يؤكد النص أن كتاب "عقم النزعة التاريخية" لا يقتصر على نقد الماركسية، بل يُفنّد جميع حجج النزعة التاريخية بصرف النظر عن مصدرها. يُبرز النص تأثير بوبر الكبير على فلسفة العلم والسياسة، مُشيراً إلى عقلانيته النقدية كتيار هام في فلسفة القرن العشرين، ومساهمته في تشكيل الفكر الغربي. ويختتم النص بالإشارة إلى أهمية إسهامات بوبر في دفع فلسفة العلم نحو منطق الكشف والتقدم، وجعله من أهم فلاسفة العلم، خاصةً في العالم الناطق بالإنجليزية والألمانية، مع ذكر محاولات نشر أفكاره في فرنسا.