وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله كلية العلوم الإنسانية محاضرات في مقياس فلسفة الفن والجمال م د إشراف : الأستاذة الدكتورة جاري جامعة الجزائر 02 أبو القاسم سعد الله محاضرات لطلبة السنة الثالثة ل م د (كل الأفواج ) قسم الفلسفة إشراف : الأستاذة الدكتورة جاري 2024 /2025 السنة الجامعية : عنوان المحاضرة : فلسفة الفن والجمال عند فلاسفة اليونان تشكّلت الحضارة الإغريقية نتيجة هجرات إلى اليونان من آسيا الوسطى مع عدد من الهنود الأوروبيين من حوالي سنة 1300 ق. م. وهكذا اصبح الفنّ معرفة حيّة وورحية وأصبح الجمال نموذجا حقيقيًا، وذلك ضمن نظام موحّد ينظّم مقياس الأشياء، فأصبح الفن عندهم هو الجمال القائم على الوحدة وكانت هذه المبادئ أساسًا للفنّ وفلسفة قائمة على الإنسان كعنصر جمالي وأداة لاستخدام الجسم البشري ونبذ كل ما هو قبيح وغير إنساني فاستطاع الفنان الإغريقي، وذلك من حيث تمجيدها للجمال الجسماني للقوة والشجاعة الوطنية، أ‌- هوميروس: فقد استخدم تعبير الرائع، التناسق، هو دور الفنّ، وتأثيره على تصرّفات البشر، ج- فلسفة هيراقليط الجمالية: هو من الفلاسفة الأوائل، الذين بنوا فلسفتهم على أساس مادّي، لكن معظم المحدثين يفضّلون دراسته على حدة، لأنه قال بأشياء تجعل مذهبه مستقلا قائما بذاته، وهو أيضا نسبي، أما معنى الجمال عنده: فهو تناسق وحدة الأضداد، وهو أيضًا موجود في الإنتاج الفنّي. وفي هذه الأضداد يتكوّن التناسق، نرى الشيء عينه، من حيث تداخل الألوان، بين مختلف الأصوات والأنغام المنخفض والعالي، لايقف فقط على الطبيعة، كذلك يلعب دورًا أهمّ من الذي يلعبه في الطبيعة، وهو يمثّله في صورتين، فإن مياهًا جديدة تغمرك باستمرار". فقد أظهر استياءه من الديمقراطية والأرستقراطية، لأنّه لا يضمن العيش للغد، ولم تكن مؤرّخة أو مدوّنة، وأهميّة هذه المحاورات، إنّها أسلوب فنّي يخاطب النخبة، وقد حاول وضع هدف من وراء كل محاورة ليصل إلى العلى. فقد كانت المهيمن على كل أفكاره ومنها: أن الحقيقة ليست انطباع الفرد الذاتي، وجوهر فلسفته في أن المفهوم ليس مجرّد فكرة في العقل، وهنا بداهة أنّها متشابهة، فهناك فكرة وجود حال واحد في عقلك، أو أنّها من عقلك، وهنا تكون فكرتك عن الجمال ذاتية بحتة، وإذا لا بدّ من الإيمان بوجود مثال هذا الشيء باعتباره الجمال الواحد ذاته، وهذا الجمال يوجد خارج العقل وهو شيء متميّز عن كل الأشياء الجميلة. وتتكوّن فكرة الجمال بإدراج ما هو مشترك من الأشياء الجميلة واستبعاد النقاط التي تختلف عن الجمال، ولذلك تقوم نظرية أفلاطون على أن المفاهيم هي حقائق موضوعية، فهذه النهضة في النفس تحصل بالدرس الذي يرمي إلى اجتذاب العقل من الحسّيات إلى اليقينيات، وكل ما يثير العقل إلى التفكير في طبيعة الأشياء الجوهرية يؤدّي إلى إحراز النتيجة نفسها . فالرائع صفة ما فوق الحواس لا يمكن أن نعرف الرائع بحواسنا بل بالعقل، ولا من خلال تفهّم الإنتاج الفني، ولكن عن طريق المعرفة الوجدانية فيقول أفلاطون إن كل شيء زمني في العالم هو صورة لمثال أبدي موجود في عقل الآلهة. وكل عمل صالح ما هو إلاّ صورة للمثال الأبدي للصالح، وهو مختلف عن الملموس الرائع، 2) مثل الفراش الذي صنعه المنجد. بل ظاهرت الحياة اليومية. لأن هؤلاء الشعراء إنّما يقدّموا أوهام، فهم مقلّدون صورًا خيالية في كل ما نظموا، وعلى الأخصّ هوميروس، فالفنان الذي تحدّث عنه قادر على إيهام كل الكائنات الحيّة، فكأنه يمسك بمرآة ويعكسها في كل الاتجاهات فتظهر الشمس، إذن أفلاطون رفض شعر المحاكاة وهو بنظره يعتمد على إثارة انفعالات النفس الإنسانية ويؤثّر على الناس ويتلاعب في مشاعر سامعيه. وهذا أسلوب الشاعر المحاكى لأنّه من السهل تقليد التقلبات في النفس الإنسانية . وعندما يسأل (سقراط) (غورغياس) في المحاورة، هل يوجد شيء نسميه علم أو معرفة يجيبه (غورغياس) نعم. فالخطيب لا يقدّم إلاّ الاعتقاد . وفن الخطابة يتعلّق بوجه عام بالفنّ، 1) تحديد شروط الخطابة وبدون معرفة كل الأفعال والتأثيرات الضرورية فيها. وبالتالي تحدّد نوع الخطابة وتأثيرها على كل نفس. يشدّد أفلاطون (بلسان سقراط) على تصنيف أنواع الخطابة (الفصيحة والبليغة) مرّة مختصرة وطورا مثيرة للانفعال وطورا مصدومة. وليس فقط توافقها. أما التصوير عند أفلاطون – في أيام عصره- فيرمي إلى تقليد الطبيعة الظاهرة، وهو مخادع لأنه يصف الواقع، فالأشياء كما نعلم تظهر لنا مختلفة الحجم لبعدها عن عيوننا كأنّها محدبة أو مقعرة بسبب الخطأ اللوني الذي تتعرّض له العين. وبنظر أفلاطون الرسام واقعي يعكس ما يشاهده ويقلّد دون التعمّق بالمعاني الأخلاقية والمثالية. هذه النظرة الواقعية للتصوير عند أفلاطون تعكس الأشياء كما هي مرئية، ومنظورة، بكل تفاصيلها، ولذلك اتّهم هؤلاء بانّهم لا يقدمون خلقًا فنيًا يعبر عن الحقيقة أو يرشد إلى الخير، والخداع البصري والبراعة في استخدام درجات اللون، فإنّه يكون حينئذ فنّا ذا فائدة، أن تفيض على نفسه سيول الأنغام الشجيّة البديعة فمهما يكن في إنسان من النزق الشديد والقسوة، إذا ثابر على ذلك منذ طفولته دون فتور. وهي تحميها م ارتكاب الأخطاء والآثام . وتعود إلى دامون (متبع النظرية الفيثاغورية) ودامون يقدم في الايقاع المقاييس التي تتوافق مع الدناءة والخسّة وغيرها من الشرور والايقاعات التي نستبقيها تتوافق مع الخير والخلق الحسن. لذلك قبل أفلاطون من الموسيقى النوع المساعد على توافق النفس واتّزانها.