لقد كان التنوير المنطلق الأساسي للحداثة الغربية، ذلك المشروع الذي تأسس على العقل والحرية والعدالة واحترام كرامة الإنسان وحقوقه وفكرة التقدم الإنساني قصد التخلص من الظلم الذي يعاني منه الإنسان ومن مختلف أشكال سيطرة المؤسسات الدينية، لكن الذي حدث حسب مدرسة فرانكفورت هو العكس تماما، فمن خلال النقد الفلسفي والاجتماعي لهذه المدرسة تبين أن مشروع الحداثة الغربية قيّد الإنسان وزاده أسرا للطبيعة، وجعله يعيش الشقاء والفقر وأصبحت البربرية والعنف والتعصب ما يميز حياة الإنسان. وبهذا أصبحت الحداثة الغربية سؤالا وأزمة غير قادرة على تحرير الإنسان من السيطرة التي أصبحت تهدد وجوده في ظل طغيان النظم السياسية والاقتصادية السائدة.