قارعة الطريق قعد الشاب مستعطياً. فتى قوي الجسم أضعفه الجوع فجلس في منعطف الشارع ماداً يديه نحو شاكيا ألام جوعه. 2- خيم الليل وقد يبست شفتاه وكل لسانه ولم تزل يده فارغة مثل جوفه فقام إذاك وذهب إلى خارج المدينة وجلس بين الأشجار وبكى بكاء مرا ثم رفع نحو السماء عينين بغشاهما الدمع وقال والجوع يلقنه يا رب قد ذهبت إلى الموسر أطلب عملا ، وطرقت باب المدرسة، فمنعت لفراغ يدي، ورمت الاستخدام ولو بكفاف يومي ، فأبعدت لسوء طالعي وأخيراً سعيت متسولاً ، قد ولدتني أمي بإرادتك يا رب، وأنا كائن الان بكيانك . فلماذا يمنع الناس الخبز عني. 3- في تلك الدقيقة تغيرت سحنة الرجل اليائس ، فانتصب وقد لمعت عيناه كالشهب ثم أقتضب من الأغصان اليابسة نبوتاً ضخماً وأشار به نحو المدينة وصرخ قائلاً : طلبت الحياة بعرق الجبين فلم أجدها، فسوف أحصل عليها بقوة ساعدي ، وسألت الخير باسم المحبة فلم يسمعني الإنسان،