سيطرت الدولة العثمانية على البلاد العربية بنظام حكم مركزي من خلال تعيين شخصيات محلية بارزة في مناصب عليا، كجانبردي الغزالي الذي ولي على الشام، مستفيدة من خبراتهم. خضعت المناطق العربية، التي قسمت إلى 17 ولاية (بغداد، البصرة، الموصل، شهرزور، دمشق، طرابلس، حلب، الرقة، صيدا، اليمن، الأحساء، ثرافة، مكة، مصر، تونس، طرابلس الغرب، الجزائر)، لنفس التنظيمات الإدارية كغيرها من ولايات الدولة، برؤساء (ولاة أو بكّلاريكي) كالكُخيا، ومعهم الإنكشارية وقاضي القضاة. لكنّ الحكم العثماني بقي سطحياً، ذو تأثير محدود على المجتمعات العربية، التي أثرت بدورها على الدولة العثمانية بصبغتها الإسلامية الشرقية، مما حال دون نجاح العثمانيين في علمنة وتتريك البلاد. اتسم الحكم العثماني بصبغة عسكرية، بفضل كون حكامه من قادة الجيش، كما فرضت الدولة عزلة على المشرق العربي عن الحضارة الأوروبية. يؤكد روبير مانتران على عمق الأثر العثماني في الولايات العربية، التي بقيت قروناً طويلة ضمن الإمبراطورية قبل الانتقال تحت السيطرة الغربية.