وهو بالكاد يتسع لعمود في رأسه مصباح ومشعل إنارة. ومع ذلك قال في نفسه: ربما هذا الرجل سخيف، ومن السكير. وكل عمل جميل لا بد أنه مفيد. نهارك سعيد لماذا أطفأت مصباح شراعك ؟ قال: الأوامر أن أطفئ المصباح مساء الخير. ثم مسح جبينه بمنديل مضلع أحمر. ثم قال: إن مهنتي هذه المهنة شاقة، قال الأمير: وهل تغيرت الأوامر منذ ذلك الوقت ؟ فإن سرعة دورانه تزداد سنة بعد أخرى ولكن الأوامر لم تتغير. قال الأمير: وما النتيجة إذن؟ وأحبه لتمسكه بالأوامر وإخلاصه في تنفيذها إلى هذا الحد، الجديد فقال له: حتى إن ثلاث خطوات ستأخذك على الطريق كله حول هذا الكوكب، ببساطة. صباح الخير. فردد الأمير في نفسه وهو في رحلته إلى موطن آخر: «هذا رجل لو عرفه الملك والمعجب بنفسه والسكير ورجل الأعمال وغيرهم من الناس لاحتقروه، مع أنه الرجل الوحيد الذي لا أرى فيه ما يضحك وقد يكون ذلك لاهتمامه بغيره دون نفسه وتنهد الأمير الصغير تنهيدة أسف على فراقه وتابع تفكيره