6 ـ يجب على جماليات التلقي عدم قبول أحادية البعد المعاصر الذي يؤخذ بعين الاعتبار عند التعامل مع النص. 7ـ إن جماليات التلقي تسلم بالوظيفة الاجتماعية للأدب، ولذلك ففي نظريات القراءة الحديثة يشكل القارئ العنصر الرئيسي في العملية الإبداعية؛ ومن ثم كان فعل الكتابة قرانا بين الخطاب المحمول على الزمن والنص المحمول على المكان؛ ومختلف السياقات الثقافية والحضارية والاجتماعية والنفسية المحيطة بإنتاج النص، وكذا الاهتمام المفرط بالأنساق النصية بعيدا عن كل من منتج النص وقارئ النص. إذ يذهب هوسرل إلى أن الموضوع الحق للبحث الفلسفي هو محتويات وعينا وليس موضوعات العالم، فالوعي دائما هو وعي بشيء، فالإنسان بتأملاته التي تتحكم فيها نوازع النفس ومختلف ترسبات الشعور واللاشعور، تسعى إلى الاستكناه والفهم والمعرفة ومن ذلك فإننا نكتشف في الأشياء التي تظهر في وعينا خصائصها العامة أو الجوهرية. ونستخلص من كل هذا العرض الطويل أن نظرية التلقي والتأويل تقوم وتنهض على أن كل نص يقوم على مبدع يبدعه؛ وهي القراءة المنتجة التي ينشأ عنها إبداع نص آخر؛