للخالف إال أن ثمة اتفاقا برز من خالل مهما اختلفت الرؤى حول هذا سواء في الماضي او الحاضر أو المستقبل. أو أحد الساسة البارزين أو أحد الفالسفة، أو بوجه عام أولئك الذين لعبوا أدواراً قائداً عسكرياً متباينة و مؤثرة على مجرى التاريخ وأثروا في البشرية، التاريخ في إحدى مراحله غدا تاريخاً وجهة نظر أخرى ترى أن التاريخ موضوعه هو المنجزات التي أحدثها اإلنسان و التي لحركة البشرية ويتسع وبنا من هذا الجانب ليشمل المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون كله بما يحويه من أجرام لذلك ال عجب أن المؤرخين األقدمين وقد سار على نفس النهج المؤرخ ه. ج.ويلز Wells. G.H( 1946-1866 )الذي بدأ كتابة )موجز تاريخ العالم( بدراسة نشأة الكون واألرض وما ظهر على سطحها من مظاهر الحياة المختلفة منذ نشأتها حتى العصر الحديث معبرا . 20 ً في ذلك عن وحدة البشرية لكن بدأ التاريخ ينحو منحاً جديدا:ً إذ سار في اتجاهين هامين من حيث االتجاه و الشمول، فصار يهتم بالشعوب ال باألفراد، بالكتل الجماهيرية و القواعد الشعبية الواسعة ال القمم و الملوك. أي بدأ يتجه أخبار الطبقات الدنيا المسحوقة التي كانت و ال تزال تشكل تسعة أعشار عالوة على هذا صار التاريخ يهتم بالعوامل و التيارات التحتية، وأصبح تطور المجتمعات يشكل عامالً مهما رة التاريخ حتى أنة ال يتسنى لنا فهم بعض ً في حركة و مسي على سبيل المثال ال نستطيع أن ندرك دوافع حركة ماركس الشيوعية إال إذا فهمنا العالقة مابين أصحاب المصانع و العمال في أوربا، هذا إلى جانب أمثلة أخرى كالثورة الفرنسية التي كانت الطبقات الدنيا هي هكذا اتسع التاريخ ليشمل اإلطار االجتماعي، فالتاريخ ليس تاريخ دول وملوك وساسة وفالسفة فقط بقدر ما هو أيضا تاريخ البسطاء من الفئات العادية ، وأيا كان األمر فإن اإلنسان سوا أم ًء كان قائداً سياسيا أم فقيراً ً هو المحور األساسي للتاريخ. البد من االعتراف بها و هي أن الماضي هو مادة التاريخ، لكن هذه المسلمة بحاجة إلى تحديد ثم هل يهتم التاريخ بكل ماضي حيث أن هناك علوم أخرى مهمتها دراسة الماضي القديم غير اإلنساني – الكائنات األخرى- و هي ليست من التاريخ في شيء مثل الجيولوجيا، الباليونتولوجيا )الحفريات(، ولما كان اإلنسان وحده دون بقية تلك الكائنات هو من يعي الزمن؛ فهو الكائن الوحيد الذي يمتلك تاريخا، فهو يصنع التاريخ والحضارة ويؤثر في البيئة.