أميرة تُدعى أورورا، مع خادمها الصغير، تستعدان لاستقبال أمير أحلامها في حفل شاي. في البداية، كان كل شيء على ما يرام، يأكلان الكعكة ويشربان الشاي في أجواء رومانسية، وكلاهما خجول لكن يبدو عليهما الإعجاب المتبادل، على وشك التعبير عن مشاعرهما، إلا أن قطرات من سائل وردي لزج تسقط من السقف. يكتشفون أن السقف كله ممتلئ بهذا السائل الذي يزداد تدفقه، فيضطروا للهرب. أورورا تعلق في السائل، لكنها تتمكن من الخروج بأعجوبة إلى عالم خارجي مظلم وبارد، مليء بالمطر والرعد، لتكتشف أنها ليست وحدها، بل هناك آخرون، جميعهم خائفون ومذعورون. يصدمون جميعاً عند اكتشاف أنهم خرجوا من جثة فتاة ميتة. هذه القصة المصورة الفرنسية، "بيوتيفول داركنس" (الظلام الجميل)، لفريق مكون من فابيان بلمان، ماري بومباي، وسباستيان كوسيه، قرأتها لأول مرة حوالي عام 2014 أو 2015، ولا تزال عالقة في ذهني. تبدو القصة بريئة وبسيطة للوهلة الأولى، عن مجموعة من الأقزام في غابة، برسومات بسيطة وجميلة بألوان مائية، أشبه بقصص الأطفال. لكنها في الواقع مختلفة تماماً، فهي مظلمة وسوداوية. افتتاحية القصة قوية جداً. الشخصيات أقزام خرجوا من جثة فتاة، القصة لا تركز على لغز موتها، بل على الأقزام. أورورا، الشخصية الرئيسية، تستكشف غابة مليئة بالحياة، مرسومة بأسلوب واقعي يتناقض مع أسلوب الرسم الكرتوني البسيط للأقزام. تجد أورورا أغراضاً بالقرب من جثة الفتاة، ومنها قزمة أخرى ترتدي فستاناً أحمر تأخذ الطعام. تحاول أورورا التحدث إليها لكنها تغادر. أورورا، بطيبة قلبها، تُشارك الطعام مع الأقزام الآخرين، وتحاول قيادة المجتمع الجديد. لكن قيادة الأقزام – وهم أطفال في تصرفاتهم - أصعب مما توقعت. يُجمع الأقزام على الطعام، ترى أورورا حبيبها هيكتور، وتُخبره بما تفعله، لكنه يفقد الاهتمام. تساعد أورورا قزمة شقراء تُدعى زيلي، مصابة بحساسية من نبتة، والتي تتطور مع الوقت لتغطي جسدها بالكامل، ونرى آخر ظهور لها. تُواجه الأقزام العديد من المخاطر، منها حيوانات مفترسة، وأمراض، وأخطار طبيعية. في اليوم التالي، يجد الأقزام أن الحيوانات أفسدت مخيمهم وأكلها، فيضطرون للبحث عن الطعام بأنفسهم. أورورا تحاول مساعدة الأقزام، وتتواصل مع فار، وتُساعد قزمة خجولة ذات شعر طويل تغطي به وجهها، والتي تعاني من نقص في عين. القصة تتبع شخصيات ثانوية عديدة، وتُظهر فشلهم في التعامل مع العالم. مثلاً، قزمة تحاول خداع عصفورة للحصول على الطعام، لكنها تُصاب بجروح بالغة. الاقزام أنفسهم يمثلون أكبر خطر على بعضهم البعض. هيكتور، حبيب أورورا، يكذب ويهرب من العمل. زلي تصنع فستاناً من أجنحة الحشرات، وتسخر من أورورا. أورورا تشهد هجوم حيوانات على حفلتها، ولا أحد من الأقزام يحضر. زلي تُواسي أورورا، بينما يُفاجأ الجميع بزفاف هيكتور وزلي. أورورا تغضب بشدة من الفار، وتفقع عينيه، ثم يأكله الأقزام. بعد ذلك، تُشاهد اورورا موت هيكتور على يد ضفدع، بينما زلي تُمثل الحزن. أورورا تترك الأقزام، وتسكن مع جين في كوخ، والذي يتبين أنه بيت عملاق. أورورا تُلاحظ رائحة العملاق العطرة، وتُقطع منه خصلة شعر. جين تُحذر أورورا من العملاق. بعد ذلك، تظهر زيلي مع عصابتها، وتُخطف جين. زيلي تُجبر أورورا على العودة. أورورا تُخفي مكاناً سرياً عن زيلي، ولكن مساعدها السابق يُخبرها عن المكان السري، فيستولي زيلي عليه. أورورا تُخفي نفسها في الفرن، مع اقتراب العملاق. تُعتبر "بيوتيفول داركنس" من القصص التي تستحق التحليل، مع رسائلها المتعددة وافتراضاتها المفتوحة. منهم الأقزام، وما علاقتهم بالفتاة الميتة، ومن هو الرجل، وما علاقته بالفتاة، وما سبب ارتداء الفار للملابس؟ الاقزام يُمثلون جوانب من شخصية البنت، أو مخيلتها، أو قد يكونون تعبيراً عن حياة الإنسان بشكل عام. أورورا تتطور وتتغير مع الوقت، وتتعلم الدروس من أخطائها. العلاقة بين أورورا والعملاق غامضة، هل هي علاقة أبوية، أم علاقة أخرى؟ القصص تترك العديد من الأسئلة مفتوحة، مما يجعلها تُثير التفكير.