الحكمة : القاعدة لا تظهر أبدا تفوقك على وليك أشعر رؤسائك بالاطمئنان لمكانتهم وتفوقهم، أظهر أوليائك أعلى من قدرهم الحقيقي وسوف يرفعك ذلك إلى أعلى مقامات السطوة. كان نيقولاس فوكويه وزير خزانة لويس الرابع عشر رجلا سخيا يجب الحفلات في عمله ولم يكن الملك يستغني عنه، كان السبب المزعوم للاحتفال هو انتهاء فوكويه من تشييد قصره الذي أسماه فو لو فيكونت؛ كما كان يحب المال وكان ينفقه ببذخ على حياته المسرفة. وكتب موليير مسرحية لهذه المناسبة مثل فيها بنفسه في نهاية السهرة. بدأ الحفل بعشاء من سبع أطباق متتابعة تضم أطباق من الشرق لم يتذوقها الفرنسيون من قبل إضافة لأطباق تم إبداعها خصيصا من أجل هذه الليلة، وقد صاحب العشاء موسيقى أوصى فوكويه بتأليفها تكريما للملك. بعد العشاء بدأت جولة في حدائق القصر، كانت أرضيات ونافورات القصر إلهاما فنيا رائعا لقصر الفرساي الذي بني فيما بعد. اصطحب فوكويه الملك الشاب شخصيا في جولة بين الشجيرات ومزاهر الورود الموزعة في تشكيلات هندسية جميلة عند وصولهما لقنوات الحديقة كان عرض الألعاب النارية قد بدأ ثم تلاه عرض المسرحية موليير. انتهى الحفل في وقت في اليوم التالي قام دارتينيان أحد فرسان الملك بالقبض على فوكويه، أدين فوكويه بالتهم المنسوبة إليه وأرسل إلى أكثر السجون عزلة في فرنسا في أعالي جبال بيريني حيث قضى العشرين عاما الأخيرة من عمره في حبس انفرادي. كان الملك لويس الرابع عشر الملك الشمس مغرورا ومتكبرا وراغبا في أن يكون دائما في بؤرة الضوء ولم يكن ليسمح بأن يفوقه شخص آخر في المجد والتألق خاصة إن كان هذا الشخص يعمل تحت إمرته. اختار لويس خلفا لفوكويه جان بابتيست كولبير وهو رجل معروف ببخله وبأنه يقيم أسوأ الحفلات في باريس، وقد استخدم في بنائه نفس المهندسين ومصممي الزخارف والحدائق. كان يحسب أن ذلك يعيد إليه الحظوة ويبين للملك رقي ذوقه وعلاقاته وشعبيته ليعرف كم سيكون رئيس وزراء متميز إن عينه في هذا المنصب. فقد كان يعتمد على هبات الحكام العظام لدعم أبحاثه وكان يفعل ما يفعله كل علماء عصر النهضة بأن يهدي اختراعاته واكتشافاته للرعاة المعروفين في وقته. في إحدى المرات أهدى بوصلة عسكرية اخترعها لدوق جونزاجا ثم أهدى كتابا يشرح عمل البوصلة إلى أسرة المديتشي، لكن مهما كانت روعة اكتشافاته كان الرعاة يدفعون له بالهدايا وليس مالا. كانت تلك الحياة غير مستقرة وتبقيه تحت رحمة الآخرين، ورأى أن عليه أن يجد حلا يخلصه من هذا الوضع الخطر. في عام ١٦١٠ فكر جاليليو أن يستخدم إستراتيجية أخرى حين اكتشف أقمار المشترى، بعد اكتشافه بفترة قليلة أعلن أن النجوم البراقة [ أي أقمار المشترى] » أباحت نفسها في السماء لتلسكوبه في نفس الوقت الذي اعتلى فيه كوزيمو الثاني العرش، بعد أن أهدى جاليليو اكتشافه للمديتشي كلف أحد الفنانين بتصميم شعار يمثل المشترى يجلس في غمام تدور حوله الأقمار سنة ١٦١٠ اختار كوزيمو الثاني جاليليو فيلسوفا ورياضيا رسميا لبلاطه براتب كامل؛ الرعاة من جديد. التعليق : بضربة واحدة حقق جاليليو بإستراتيجيته الجديدة أكثر مما حققه في كل سنوات التسول، لا يرغب السادة في العلم أو الحقيقة التجريبية أو أحدث الاختراعات، العلماء ليسوا مستثنين من تقلبات حياة الحاشية ومحسوبيتها، فهم أيضا يخدمون أولياء لديهم حافظات نقود، وقد تسبب قدراتهم الفكرية الكبيرة بعض القلق لأوليائهم والذين قد يشعرون بأن دورهم الوحيد هو دفع النفقات وهو عمل قبيح ومهين. منتج أي عمل عظيم يرغب في أن يظهر أكثر من مجرد ممول، يريد أن يبدو خلاقا ومبدعا بل حتى أن يبدو أكبر من العمل الذي ينتج باسمه. امنح وليك . الإحساس بالمجد وليس التهديد. لم يتباه جاليليو بذكائه على المديتشي ولم يشعرهم أبدا أنهم أقل منه بأي منظور بل أدى تشبيهه لهم بالنجوم إلى تألق بريقهم ومجدهم في كل قصور إيطاليا، فهو لم يقلل من بهاء صورة أوليائه بل جعل ألقهم يعلو فوق كل السادة الآخرين. لا أحد يثق بنفسه ثقة تامة فلدينا جميعا نقائص تجعلنا نشعر بالخور والتهديد، وحين تظهر نفسك وتستعرض مواهبك تحرك لدى الآخرين الأحقاد والحسد والمشاعر الأخرى التي يولدها الخور. ليس عليك أن تخشى إثارة هذا الأخطاء في لعبة السطوة هو أن تظهر تفوقك على وليك. فمن يحصلون على المراكز العليا في المجتمع لا يقلون في مكانتهم عن الملوك والملكات ويرغبون جميعا في الإحساس بالأمان في مناصبهم والشعور بأنهم يتفوقون على كل من حولهم في الذكاء والمكر والجاذبية. هناك اعتقاد خاطئ لكنه شائع بأن إظهارك وتباهيك بقدراتك ومواهبك يجعلك تنال رضا أوليائك وثقتهم. قد يتظاهر وليك بتقدير قدراتك لكن في أول فرصة سيستبدلك بأشخاص أقل ذكاء وجاذبية وتهديدا منك كما فعل لويس الرابع عشر بإحلاله كولبير الفاتر محل فوكويه المتألق، أولا هناك بعض الرؤساء لديهم خور شديد في ثقتهم بأنفسهم وسيشعرون بأنك تتألق عليهم طبيعيا لم يملك أحد في إيطاليا في عصر النهضة ما ملكه آستوري ما نفريدي أمير فاينزا من مواهب طبيعية، يأسر قلوب من حوله بكرمه وروحه المرحة. وبعد سقوط المدينة توقع الناس أسوأ تنكيل من بورجيا قاسي القلب إلا أنه قرر العفو عن المدينة: فقد اكتفى باحتلال قلاع المدينة ولم يعدم أحدا من مواطنيها وسمح للأمير ما نفريدي بالبقاء مع حاشيته يمارسون حياتهم بحرية تامة. وبعدها بعام تم انتشال جثته من نهر تايبر وقد ربط حول عنقه حجر. برر بورجيا هذه الميتة الرهيبة بالادعاء بأن ما نفريدي كان خائنا ومتآمرا، إما هذا أو أن تجد سبيلا لوأد خصالك الحسنة حين تكون في حضرتهم. هو أن لا تظن أبدا أن حب رئيسك لك يسمح لك بفعل كل ما تريد. كان ركيو الفنان الأفضل في طقوس حفلات الشاي والتي كانت أشبه بالهوس لنبلاء هذا العصر، وكان المستشار الأول لهديوشي، لكن في عام ١٥٩١ ألقى هديوشي القبض عليه وحكم عليه بالموت ففضل ركيو أن ينتحر. عُرف لاحقا السبب وراء تغير حظ ركيو: كان ركيو الذي صعد من فلاح بسيط إلى عزيز الإمبراطور قد أمر بصنع تمثال من الخشب يصوره يرتدي حذاءا مميزا وكان ذلك علامة على النبل والمكانة) ويقف بخيلاء في مكان بارز داخل بوابات القصر على مرأى واضح من الأسرة الملكية حين كانوا يعبرون الطريق. رأى هديوشي أن هذا يدل على أن ركيو لم يعد يعرف حدوده. معرفتك بمخاطر تباهيك وتألقك على رئيسك يمكنك من أن تستخدم هذه القاعدة لصالحك. التملق الصريح يفيدك لكن له حدود فهو مباشر وفج ويفسد علاقتك بأندادك، أما التملق الحاذق فهو أقوى بكثير. تصرف المدى الطويل واسأله العون،