كان الإمبراطور جستنيان الأول أو "العظيم" شخصية تاريخية نادرة. فقد اعتبر نفسه امتداداً لأباطرة روما من جهة، كما أنه كان ضليعاً في القانون واللاهوت من جهة أخرى. كما وقف جستنيان في مصاف الأباطرة العظام، الذين بذلوا كل جهودهم، لإصلاح أحوال الإمبراطورية. وكان حكم جستنيان قد استمر طويلاً، فقد حكم لمدة سبع وأربعين عاما للدولة الرومانية، وبعد أن استعاد جستنيان عرشه الذي أوشك على الضياع، بدأ مشروعه الاستردادي لإعادة توحيد الإمبراطورية، وكان ذلك مشروعاً يحتاج إلى دعاية وتأييد واسعين، وعندما مات عمه خلفه على عرش الإمبراطورية، فتولى عرش الإمبراطورية بصفة رسمية عام ٥٢٧ م، الذي كال له المديح بلا حساب عندما كان في أوج قوته،