المستشارة النفسية والحاصلة على الدكتوراه في الدعم النفسي للأطفال، يعيشون جميع أنواع العدوان عليهم وعلى طبيعة الحياة التي يعيشونها. بالنسبة لأمهات فلسطين فهن يعلّمن أطفالهن الرباط والتحمل والرضا بالقضاء والقدر والعزيمة والوطنية. وهذا يجعلهم واعين ربما حينما تنتصر فلسطين ستكون نهاية قصة كفاحهم الطويلة. نحن نتألم كالآخرين ولكن لدينا قوة المواجهة والصبر على المصيبة والتعاطف والمساندة الاجتماعية مع بعضنا. الأهم أننا ننسى كل مشاكلنا الخاصة في حالة العدوان والحرب، يعيش شعب فلسطين تحت وطأة احتلال يعمل فقط ليبث الخوف والأمراض النفسية، وبالرغم من ذلك فهو شعب مقاوم. يحاول الاحتلال تدمير الروح المعنوية للشباب الفلسطيني ويشوش المفاهيم التي تربى عليها، الحرب لها تأثير كبير على الأطفال، ونحن الاختصاصيين النفسيين ندرب ونوعي الأهل ليكونوا الحاضنة الآمنة للأطفال وقت الحرب، فحتى إذا اهتزت الأرض من تحت أقدامهم يكون وجود الأب والأم هو الأمان الوحيد بالنسبة لهم. لذلك حينما يفقد هؤلاء الأطفال أحد الأبوين أو كليهما في أحلك الأوقات على الإطلاق، تتبناهم مؤسسات الأيتام ويخضعون لبرامج الدعم النفسي المتخصصة في الصدمة النفسية وفي علاج آثار فقدان الأب والأم. الدعم النفسي يساعدهم لتقبل تجربة الفقدان والتعبير عن حزنهم بحيث لا يؤثر على استمرار حياتهم وتحقيق ذواتهم وأن يكون لهم دور إيجابي في الحياة. فالجميع في فلسطين يهتم بالتعليم، لأنه السلاح لمحاربة العدو والتفوق عليه. تقول وفاء أبو موسى "حينما يهدم منزل في فلسطين تنهدم معه الذكريات والأيام الجميلة وياسمينة الدار والشجر والريحان وعبق الحنة، جنود الاحتلال لا يهدمون البيت إنهم يحاولون هدم الروح داخلنا، والذي يستلزم الكثير من الوقت ليشفى الجميع ويستعيدوا توازنهم النفسي ويبدؤوا من جديد". تقول وفاء إن "البعض يقولون إننا تعودنا على الموت في غزة، فحينما نفقد شخصا نفقد روحنا ونفقد تاريخنا ومشاعرنا معه". ولكن أول شيء فعلته حينما رجعت إلى غزة هو ذهابي مباشرة إلى قبره لأبلغه السلام. رجعت إلى البيت أتنفس ملابسه وأمشي في الشواع أتلمس بعض ذكرياتنا سويا". تضيف "الفقد بشكل عام صعب على الجميع فما بالك إن كان موتا بصاروخ أو بأكثر الطرق بشاعة والمحرمة دوليا. والتواصل الرحيم من أفضل المدارس في علم النفس، وهو المناسب لمن يعيشون في فلسطين، ماذا يمكنك أن تقدم للناجين من الحرب؟ تقول وفاء إن رعاية الناجين من الحرب دور كل شخص في المجتمع ولا سيما المجتمع العربي، وعلى المتخصصين في المجال النفسي تقديم الدعم النفسي للأطفال والكبار. وتؤكد أن التباكي لا يفيد أطفال فلسطين، ولكن الدعم والمساندة والتشجيع وتقديم المنح الدراسية وتبني الأيتام ماديا أو معنويا هو الأهم. وبالرغم من النار والظلم فإن الشعب الفلسطيني لديه ما يقدمه للعالم.