الإرهاصات الأولى لهذه الجهود المنهجية تلك التي ظهرت في وقت مبكر مع البلاغة الكلاسيكية وفن الخطابة . وقد وجدنا صدى لهذه الجهود والمصطلحات عند الجرجاني والسكاكي وخاصة القرطاجني الذي كاد أن يؤسس نظرية عربية في لسانيات النص وتحليل الخطاب ، إذ اعتنى كل منهم بصورة متفاوتة بمسألة الربط والترابط والفصل والوصل والمعنى الجامع بين القضايا والجمل وكمال الاتصال والانفصال والتناسب وهي مسائل عالجتها اللسانيات النصية والخطابية الحديثة، ويمكن بصورة عامة أن نستنتج بعض الاستنتاجات المفيدة فيما يخص مساهمة التراث في بلورة لسانيات النص أهمها استنتاجان اثنان الاستنتاج الأول: اهتم النّحاة بمسألة العطف والمقاطع أو الاستئناف على أساس نحوي صرف يعالج الظاهرة بالاعتماد على البنى الإعرابية والعاملية في الجملة وبين الجمل، فكانت دراستهم دراسة متوقفة على معالجة الأمثلة الممكنة بتفسير أسبابها وإمكانية إخضاعها إلى التفسير فركزوا اهتماماتهم على الجوانب المعنوية والبرغماتية المتحكمة في تنظيم القول وترتيب الجمل،