ورد أنَّ سبب نزول سورة عبس هو الرجل الأعمى ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه، وهو رجلٌ جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان رسول الله يدعو رجالًا إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى، وكان ابن أمّ مكتوم -رضي الله عنه- جالسًا هناك، فطلب ابن أمّ مكتوم من الرسول أنْ يعلّمه مما علّمه الله تعالى، وظل يلح في طلبه إلى أن شعر رسول الله بالضيق، وظنّ أنّ المشركين سيقولون في أنفسهم إنّ أتباع رسول الله هم العبيد والعميان والسفلة، فعبس في وجه الأعمى وأعرض عنه، فندم رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وأقبل على الرجل الأعمى وأصبح يكرمه وإذا رآه يقول له: مرحبًا بمَن عاتبني الله من أجله، كما ورد عن الطبريّ وقتادة أنّ سبب وجود ابن أمّ مكتوم هناك أّنه جاء يستقرئ النبيّ آية من القرآن، وقيل: إنّ الرجال الذين كانوا عند النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- هم: عتبة بن ربيعة وأبو جهل والعباس بن عبد المطلب وأبو بن خلف وشيبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يتحدّث معهم ويدعوهم إلى الإسلام.