2.2 الميدانية سواء في مجال تحديد العوامل المؤثرة في معدلات المواليد وتوقيت الولادة. تقدم البحث في علم الإحصاء: سمح التوسع المسجل في مجال استخدام المسوح وكذا التطور الحاصل في مناهج وتقنيات البحث والتحليل المنتهجة، كما هو الحال بالنسبة لتحليل اتجاهات الخصوبة، بفعل عمليات الاقتباس والاستعارة والتكامل الناشئ بين العديد من الحقول المعرفية، على نمو وتقدم البحث بها نحو مستويات أكثر دقة ومصداقية، في مجال مقاربة الحقيقة العلمية، وتشجيع تزايد الاعتماد عليها من قبل الكثير من دوائر الحكومية لا سيما في مجال القدرة على التنبؤ وفعالية اتخاذ القرار . 3. التطور العلمي والتكنولوجي: أتاح التطور الهائل الذي حدث في مجال العلوم الطبية منذ مطلع القرن السابع عشر، وما صاحب ذلك من تطور مماثل في مجال العلوم الصيدلانية، من القضاء على الكثير من الأمراض والأوبئة، والتي ظلت متوطنة في الكثير من مناطق العالم منذ عقود طويلة، كأمراض الكوليرا الطاعون الملاريا، والتي ما فتئت تفتك سنويا بأرواح الآلاف من الناس من مختلف الفئات العمرية، الأمر الذي نتج عنه انخفاض محسوس في معدلات الوفيات في مقابل تزيد تدريجي في مستويات الرعاية الصحية المقدمة، وانسحاب أثر ذلك سريعا على معدلات المواليد، مما تسبب في إحداث تغيرات سكانية عميقة في عدة مجتمعات وهو ما كان مدعاة لإثارة اهتمام الكثير من المفكرين آنذاك، والذين سارعوا إلى محاولة فهم وتلمس عوامل هذا التغير وإفرازاته اللاحقة . 4. نشأت هيئات دولية متخصصة لعب العامل الدولي (الخارجي) دور جد فعال في وتوسيع نطاق انتشارها في الكثير من مناطق العالم لا سيما النامي منه، وذلك من خلال حجم الجهود التي كانت تبذل من قبل الكثير من المؤسسات الدولية المختصة، سواء تلك التي كانت ترعاها منظمة الأمم المتحدة كالمكتب الإحصائي للأمم المتحدة منظمة الصحة العالمية، والتي نجحت في إنشاء مراكز إقليمية للدراسات السكانية في كل من القاهرة بومباي، أو من كانت خاضعة منها لوصاية بعض الدول صاحبت الباع في هذا المجال، أين استهدفت جميعها من وراء ذلك تحقيق جملة من الأغراض دعم وتعزيز قدرات البلدان من أجل استخدام سليم لبيانات السكانية. تبادل الخبرات في مختلف جوانب تنفيذ خطط العمل الخاصة بالسكان والتنمية.