لقد ظهرت مسألة التكفير في العالم الإسلامي على يد الخوارج، الذين كفروا الإمام علي بن أبي طالب بعد موقفه من التحكيم مع معاوية بن أبي سفيان في موقعة صفين، قائلين له "لا حكم إلا لله". ثم سرعان ما تبلور هذا الموقف ليمثل موقفا فكريا عاما يتطلب من كل إنسان أن يحدد موقفه من إمام الجور والظلم، فذهبوا إلى تكفير كل من لم يخرج عن طوع الإمام الظالم. ثم تطور هذا الموقف ليمثل موقفا من كافة الكبائر معتبرين أن مرتكب الكبيرة كافر وأنه مخلد في النار مثله مثل من يشرك بالله. هذا الموقف المتطرف أحدث رد فعل لدى فرقة المرجئة التي جاءت في مقابله برد فعل أكثر تطرفا، حيث ذهبوا إلى أن العمل ليس جزءا من الإيمان، والبشارة، ومتأولين آيات الوعيد والإنذار. وجاءت المعتزلة ثم أرادت المعتزلة فزادت الطين بلة، وذهبت إلى أن مرتكب الكبيرة ليس كافر كما يزعم الخوارج ولا مؤمن كما يزعم المرجئة، ولكنه في منزلة بين المنزلتين،