تُعنى دراسة ما قبل التاريخ بتطور حضارات الإنسان قبل اختراعه للكتابة، اعتمادًا على بقايا مادية أثرية كالأدوات الحجرية والعظمية والرسومات الجدارية. يتقارب هذا العلم مع علم الآثار، لكنه يمتاز بمنهجية تعتمد على علوم طبيعية كجيولوجيا الزمن الرابع وعلم المستحاثات وعلم النبات القديم، بالإضافة إلى علوم فيزيائية لتحديد التسلسل الزمني. بدأت عصور ما قبل التاريخ بظهور أول آثار الوجود الإنساني، مُقسّمة إلى ثلاثة عصور رئيسية: الحجري، النحاسي، والحديدي. يمتد العصر الحجري لأكثر من 3.2 مليون سنة، مُقسمًا إلى ثلاثة عصور فرعية: الحجري القديم (الباليوليتي)، الحجري الوسيط (الميزوليتي)، والحجري الحديث (النيوليتي). استمرت صناعة الأدوات الحجرية حتى بداية عصر صهر المعادن، الذي بدأ بصهر النحاس، مُشكلاً فترة انتقالية تُعرف بعصر الحجر والمعادن. يُقسم كل عصر رئيسي إلى عصور أدوار أصغر، بناءً على أساليب صناعة الأدوات واستخداماتها وخصائص الحياة البشرية. يتفق المختصون على أن بداية الحياة البشرية في شمال إفريقيا تعود لنهاية الزمن الجيولوجي الرابع، تحديدًا لعصر البليستوسين، الذي شهد تغيرات مناخية وفيزيوغرافية مهمة. يُعتبر العصر الحجري العصر الذي بدأت فيه الحضارات البشرية، حيث كانت الأدوات مصنوعة من الحجر، وتختلف بداية ونهاية هذا العصر باختلاف مناطق العالم. يُقسم العصر الحجري إلى: العصر الحجري القديم (الباليوليتي)، الذي بدأ بظهور الإنسان واستمر حتى 10000 ق.م، حيث اعتمد الإنسان على التنقل والصيد، والعصر الحجري الحديث (النيوليتي) من 10000 حتى 4000 ق.م، حيث استقر الإنسان ومارس الزراعة وتربية الحيوانات، ثم عصر الحجر والمعادن (عصر النحاس) من 4000 ق.م تقريبًا، حيث عرف الإنسان صهر المعادن، مُعتبرًا فترة انتقالية. تنتهي عصور ما قبل التاريخ بظهور السجلات المدونة، ويختلف توقيت نهايتها من منطقة لأخرى. في العصر الحجري، استخدم الإنسان الحجر في صناعة أدواته، وقد اتبعت طريقتين أساسيتين: طريقة المطرقة والحجر وطريقة السندان. يُقسم العصر الحجري القديم إلى: العصر الحجري القديم السفلي (الفرتة الأولدوانية والأشولينية)، العصر الحجري القديم الأوسط (الموستيرية والعاترية)، والعصر الحجري القديم العلوي (الضارة الإيبريومغربية والقفصية). يُعرف العصر الحجري الحديث بثورة إنتاجية، حيث أصبح الإنسان منتجًا للطعام، مما أدى إلى الاستقرار وتطور الزراعة وتربية الحيوانات، وصناعة الفخار، وإلى تطور الفنون الصخرية في شمال إفريقيا.