يمكنُ تعريف الشعر العربي القديم أنَّه أوَّل شعر تمَّت كتابتُه باللغة العربيّة في العصر الجاهلي والعصور الإسلاميّة التي تلتهُ ويعدُّ الأساس لكلِّ ما جاء بعدَه من شعر عربي في العصور اللاحقة، إلا أنَّ ذلك الشعر يعدُّ الشعرَ الأكثر بلاغةً ورُقيًّا وقيمةً من الشعر كلِّه الذي كُتِبَ لاحقًا، ولذلك فإنَّ الشعر العربي كان مصدرًا رئيسًا من مصادر اللغة العربيّة في استنباط القواعد النحويّة والبلاغيّة والألفاظ والتعابير بعد القرآن الكريم، واعتمد المؤرّخون العرب على الشعر العربي القديم في كتابة الأحداث التاريخية لتلك الفترة، فقد شكَّل ذلك الشعر سجلًّا تاريخيًّا وثَّق فيه الشعراء الأحداثَ الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة جميعَها التي وقعت في حياتِهم،