يندرج محورنا هذا في إطار مجال أساسي من المجالات المكونة لعلوم التربية، ألا وهو مجال تاريخ التربية الذي يرتبط ارتباطا وثيقا ب علم التاريخ والذي يعنى بدراسة الانسان في تفاعلاته عبر الزمن الماضية وأخذ العبر والاتعاظ وتجنب أخطائهم. ولعله من الواضح جليا أن مجال علوم التربية يعني خصوصا بدراسة أهم سمات التربية وتطورها عبر مختلف الحضارات في الحقب التاريخية الأربع الكبرى )التاريخ القديم، أنها كانت تهدف إلى أن يقلد الناشئ عادات أفراد مجتمعه وطراز حياتهم تقليدا عبوديا خاصا، فالطفل عندهم يتدرب على الأعمال التي تمارسها القبيلة وصناعة الأدوات الضرورية، وحياكة الأقمشة، والصيد والحرب وحمل السلاح، والزراعة. فهى بهذا تعتبر تدريبا آليا تدريجيا على معتقدات الأسرة الاجتماعية وعاداتها وأعمالها، غير أن تربية الجنس البشري لدى الأقوام البدائية احتلت فيها مكان الصدارة تلك