يتم تحليل أدب الأطفال من الوجهة الإسلامية على أساس ما يحمله العمل الأدبى الموجه إلى الطفل من رموز وقيم وأحداث ومبادئ تحث عليها الشريعة الإسلامية ليس من الضروري أن تكون القصة من التاريخ الإسلامى أو عنوانها وأحداثها دينية حتى تعتبر قصة إسلامية ولكن المهم أن تحمل القيم والاخلاق والمعاني الإنسانية النبيلة والمبادئ الرفيعة لتصبح قصة إسلامية وأدب الأطفال الإسلامى هو أدب أطفال، أى بمنظور إسلامي شامل موجه لأطفال المسلمين ويحمل رسالة الإسلام العالمية إلى أطفال العالم أجمع وينقى مافى أدب الأطفال من كل مايتعارض مع مبادئ الإسلام وتعاليمه وأهدافه، كما يزيل الخرافات والأساطير التى تقوم على القوة الخارقة – التى لا وجود لها – من ثنايا هذا الأدب، والتأكيد على ماحرمه الله كما يقدم هذا الأدب تصوير عاما لحياة المسلم الحقة، أى أن كلمة إسلامى التى تلى أدب الأطفال هى صفة تحدد بدقة شكل ومضمون وطريقة تقديم هذا الأدب لأبناء المسلمين على وجه الخصوص. فأدب الأطفال الإسلامى هو تقديم أدب لأطفال المسلمين خصوصآ وأطفال العالم بصفة عامة، وكل القيم والأخلاق الإنسانية العامة التى تحبذ الفضيلة، وتقضى على الرذيلة، فهو نوع من الأدب الإسلامى، ولكنه أدب إسلامى متخصص وموجه إلى فئة معينة من فئات المسلمين خاصة، ويتوجه التحليل الإسلامى للأدب إلى الإجابة عن عدة تساؤلات : -هل لغة العمل هى لغة القرآن…. -هل تتضمن القصة فيما وأخلاق وفضائل يحث عليها الإسلام -هل يحتوى مضمونها على تعاليم تناقض مافى الإسلام من قيم وفضائل -هل تحث القصة على سلوكيات جيدة، -هل تستمد القصة من التاريخ الإسلامى، -هل يتضمن الأدب الموجه إلى الطفل سيرة شخصية أسهمت فى تعزيز الإسلام على وجه الأرض، -هل يؤكد مضمون الأدب الموجه إلى الطفل السمات الروحية فى نفس الطفل، أم يتعارض مع ذلك بتأكيد القيم المادية أو شاكل ذلك أم تدعوه إلى الابتكار وخدمة البشرية -هل تدعو القصة إلى التفكير فى ملكوت الله، كل تلك الأسئلة مقومات للتحليل الإسلامى لأدب الطفل الذى برز فى السنوات الأخيرة من التسعينات من هذا القرن، وفى الأدب العربى بصفة عامة، وساد العالم الإسلامى كله، وذلك رغم أن الدراسات الميدانية أثبتت أن من الكتب التى يميل إليها الأطفال جاءت القصص الخيالية فى المرتبة الأولى بنسبة 30٪ بينما جاءت القصص الدينية فى المرتبة الرابعة بعد التاريخ والعلمى بنسبة 14٪ وفى المكتبات جاءت الكتب الدينية بنسبة 5٪ من المواد المقروءة بعد العلوم والتكنولوجيا والتاريخ والهوايات ونحب أن نؤكد أن هذا الاتجاه فى التحليل ظاهرة صحية لأن مضمون مايقدم لطفل اليوم فى العالم كله ينبع من الفلسفات التى ينبثق عنها المجتمع صاحب أدب الطفل، ولابد من أختيار ما يناسب الطفل من الأدب العالمى الموجه إلى الطفل وما يتوافق مع آمال المجتمع وتطلعاته، له خيال واسع يرفرف به بعيدا خاصة في ظل التطور التكنولوجي، و تفتح الطفل بعمر مبكر على وسائل الاعلام والاتصال، لكن رغم ذلك تبقى القيم الأخلاقية و الاسلامية مقوما أساسيا و عنصرا هاما في أدب الطفل، من خلال ترسيخ السلوكات الحميدة و الصفات النبيلة والممارسات و التعاملات الاخلاقية عن طريق قصص الأطفال التي يطغى عليها الخيال الجامح لإرضاء فضول الطفل، و رغم هذا فإن ذلك يتطلب ان يكون في القصة جانبا اخلاقيا يصقل موهبة الطفل و ينمي تفكيره وينيره، ان اضفاء القيمة الاخلاقية على ادب الطفل يعد خطوة مهمة نحو تعديل سلوكه وضبط تصرفاته و اخلقة افكاره من خلال تعزيز الشعور الديني الوجداني عن طريق تنمية الحس الجمالي والخيالي لديه، ويفرض عليهم ضرورة الاجتهاد والبحث لجذب اهتمام الطفل وحثه على المطالعة من خلال ابتكار توليفة متناسقة منسجمة تشبع فضوله وتوسع خياله وادراكه وتنمي في الوقت ذاته ثقافته الدينية والاسلامية بأسلوب سيق وممتع لا يشعر من خلاله انه ينتهج التلقين والالقاء، لذا فإن هذه البرمجة الفكرية لدى الطفل تجعله لا يجسد ما اكتسبه من علوم اسلامية على ارض الواقع ولا يتحلى بالاخلاق الدينية التي يدعو إليها الدرس ، وهنا يصبح على الكتاب المختصين في ادب الطفل مسؤولية كبيرة تمكنهم من ترسيخ القيم الاسلامية التي جاء بها ديننا في ذهنية الطفل لتتحول الى سلوك فعلي ، وذلك عن طريق الاخذ بعين الاعتبار التغيرات و التحولات الطارئة والراهنة التي تكون شخصية الطفل و تبلور ذهنيته من خلال احتواء خياله و فضوله و الحس الجمالي لديه بأسلوب جديد بعيدا عن التلقين، فقد تجده يميز بين السلوكات المشينة والحميدة لكنه لا يطبق ما درسه باعتباره درسا نظريا اجبر على تلقيه، فتتسع الفجوة بين ما يعيشه و يتعلمه و بين خياله الواسع الذي اصبح على الكاتب ان يعمل على استقطابه أدبالأطفالالإسلامى rima موقع الويب فن جامع للفنون الإنسانية من العمارة و الموسيقى والرسم و النحت والشعر والرقص، مقالات ذات صلة 2017 غادة فتحي الدجوي وريقات خمسينية/ حكايات البنات/ بقلم د. جمالك حياة من نحن