1. تحديد فكرة النصِّ الرئيسة وبيان الأفكار الثانويَّة المساندة الكتاب هو رحلة تعرج بك في سماء الفلسفة والعلم القرآن، يتدرج ليأخذ بيد من في قلبه شك بمنطق علمي وبحثي مقنع، وهذا ما أعتقد أنه كان هدف الكاتب، فقدم لهم كتابه على شكل قصة وحوار مطول بين شاب حيران (اسمه حيران) وشيخ طاعن في السن. 2. عرض وجهات نظر المؤلِّف وحُججه وأدلّته بأسلوب الطالب الخمسين صفحة الأولى فيها ملخص لأهم أقوال فلاسفة اليونان بخصوص حدوث العالم ووجود الله سبحانه وتعالى، ثم انتقل إلى فلاسفة المسلمين وذكر منهم: ابن سينا والفارابي وابن رشد وابن طفيل والغزالي، وبالنسبة للغزالي فقد عرض أهم اعتراضاته على فلاسفة اليونان وطريقته في البرهان ثم حاول التوفيق بين الآراء، ثم انتقل إلى ابن رشد وعرض أهم آرائه التي كانت سبباً في اتهامه أو سوء فهمه، كما أنه أعطى ملخصاً جيداً لكتاب وقصة (حي بن يقضان) والتي تغني عن قراءة الكتاب الأصلي (من وجهة نظري). كما تحدث عن أبي العلاء المعري والذي نزع منه لقب الفيلسوف، ثم بدأ بعدة فصول تحت باب أسماه (تلاقي العباقرة) وذلك من بعد الصفحة رقم 120، أعطى تعريفاً مختصراً عن كل واحد ورأيه حول المسألة التي يطرحها الكتاب، وقد كان هذا التعريف مدخلاً جميلاً لكل من يريد أن يتعرف على هؤلاء الفلاسفة ويعرف توجهاتهم الرئيسية. هذه الشخصيات هي: فيفرد لها فصلاً عنونه بـ (بين دارون والجسر) حيث اقتبس بعض كلام والده الشيخ (حسين الجسر) الذي ألف كتاباً عام 1888 بعنوان: الرسالة الحميدية في حقيقة الديانة الإسلامية، وفيه الكثير من المسائل العقدية والكلامية والتي سبق فيها زمانه. يستمر الكتاب في سرد الحجج ضد الملحدين والماديين من الداروينيين، وذلك بتأصيل رصين ونظرة منفتحة على العلم، في محاولة منه لنفي التعارض بين الدين والعلم حين يثبت، مؤكداً في السياق نفسه أن نظرية داروين لم تصل بعد إلى حد اليقينيات (على الأقل في عصر الشيخ الجسر) وقد أعجبني التأصيل الشرعي للمسألة، ثم انطلق المؤلف في الآفاق ثم في النفس البشرية والعالم من حوله، وقبل أن يبحر المؤلف في آيات الله في الكون والإنسان،