بالطبع ستكون روسيا وأوكرانيا أكثر من يعاني التداعيات الاقتصادية والمالية والصدمة التضخمية الناتجة عن الحرب، يليهما الاتحاد الأوروبي بسبب اعتماده الشديد على الغاز الروسي ولكن حتى الولايات المتحدة ستعاني أيضاً؛ فنظراً لأن أسواق الطاقة العالمية متكاملة للغاية فإن الارتفاع الحاد في أسعار النفط العالمية - الذي يمثله معيار برنت - سيؤثر بشدة في أسعار النفط الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط)، وبالتأكيد الولايات المتحدة الآن مُصدِّر صافٍ ثانوي للطاقة لكن التوزيع الكلي للصدمة سيكون سلبياً لأنه بينما تجني مجموعة صغيرة من شركات الطاقة أرباحاً أعلى، في المقابل ستعاني الأسر والشركات صدمة أسعار هائلة، بالنظر إلى هذه الديناميكيات يتضح أن حتى الاقتصاد الأمريكي القوي سيعاني تباطؤاً حاداً، كما أن الظروف المالية المتشددة والتأثيرات التي سوف تؤثر في ثقة الأعمال والمستهلكين والمستثمرين ستودي جميعها إلى تفاقم العواقب الكلية السلبية في الولايات المتحدة وعالمياً نتيجة هذا الغزو.