كشف عن نواياه الدفينة لأتباعه ومريديه بالحيلولة دون تسرب خبر الوصية إلى أخيه الأكبر مسلمة، العودة ولو للمشاركة في شعائر وجنازة دفن الخليفة. وأقيمت الزينات والأفراح على طول عاصمة الأمويين دمشق ودخل الأمير مسلمة وقائد الجند المنتصر الأمير الصحصاح قصر الخلافة المزين بأقواس النصر، أقول وقد طال اشتياقي إليكم وقد غبت عنكم في جهاد العدا دهرا وضاقت علي الأرض شوقا إليكم ولم يبق لي من بعدها صبرا ودامت أفراح الانتصار ومباهجه أيامًا وبذل الخليفة الأموي الجديد الوليد بن عبد الملك كل جهد في محاولة إخفاء وصية والده أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك بن مروان التي سبق له اقتناصها وإبعادها عن الإشهار، وهو ما لم يتح للحظة واحدة للأمير مسلمة الخليفة الشرعي مجرد التفاتة خاطفة إلى الخلف للتعرف على ما يجري داخل عاصمة الخلافة، باعتبار أن الحرب الضارية التي يخوض رحاها هو والصحصاح ستهبه كل خبرات ممكنة تعود بالنفع على أمن المسلمين وكياناتهم الوليدة،