وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :فإن أهل بدر هم الذين شهدوا غزوة بدر الكبرى مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة ، الموافق 12 من مارس سنة 624 ميلادية ، وانتصروا في هذه الغزوة على المشركين .وقد كان عدد أهل بدر نحو ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، على عدة أصحاب سيدنا طالوت الذى انتصروا فيه على جالوت وجنوده .قال سيدنا البراء رضى الله عنه : حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: «أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ، بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَ مِائَةٍ» قَالَ البَرَاءُ: «لاَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلَّا مُؤْمِنٌ» . صحيح البخاري (5/ 73) . فقد أكرمهم الله أن كانوا في أول غزوة للنبي وينتصروا فيها انتصارا ساحقا على المشركين .1- ومن هذا الفضل : أن الله غفر لجميع أهل بدر .ففي حديث سيدنا حاطب بن أبى بلتعة الذى بعث برسالة للمشركين يعلمهم بقدوم النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال سيدنا عمر : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، قَالَ: " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " . (صحيح البخاري (4/ 60) .2-ومن فضائل أهل بدر أيضا : أن الله لا يدخلهم النار .فعن سيدنا جابر : أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ» . صحيح مسلم (4/ 1942) .فعن سيدنا أبى رافع قال : جَاءَ جِبْرِيلُ -أَوْ مَلَك- إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا تَعُدُّونَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فيكم؟ قالوا: خيارنا، قال: ذلك هم عندنا خيار الملائكة". المنتخب من مسند عبد بن حميد (1/ 341) .وكان الخلفاء عندما يقسمون الغنائم يعطون أهل بدر النصيب الأوفر ،وهناك الكثير من الفضائل التي تخص أهل بدر أخذنا بعضا منها فقط .فرضى الله عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامة ،هذا إذا كان الحال كما ورد بالسؤال ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .