ذهبت إلى هناك في أوائل حزيران / يونيو، قبل أن أبدأ بتقطيع خشب القيقب الصلب ونشره ليناسب حجم الموقد، كنتُ أقطع الحطب خلال النهار، وحين يخيم الليل أجلس لأكتب القصص. كان ضوء النهار يمتد حتى الساعة الثالثة فجرًا، بدا لي أن الوقت يمر بسرعة، حيث قمت في بعض الليالي بإيقاف عقارب وبالتيمور)، وشعرت بأن مستواها الفني يتحسن باطراد، أو على الأقل غدت قابلة للقراءة على نحو أفضل؛ وذلك لأنني أصبحت قادرا على تشكيل وصياغة الأحداث المتخيلة ضمن نمط الرواية الذي ينتج التأثير الذي أردتُهُ في كفاري حاولت الكتابة وأنا أفكر بنفسي كقاري فقط، وكأنما لن يكون هناك سواي ليقرأها، مؤمنًا بأن الكاتب ذاته يجب أن يرضى عن القصة قبل الآخرين. ولكن بدلا من ذلك بحثت عن تكثيف الشعور والإحساس في القصة، مقدرًا تأثيراتها الوجدانية على التوازن الداخلي، وإذا ما اجتذبتني القصة التي كتبتها بقوة، كنتُ أشعر برضًا كبير عن النتيجة، بقلمي أو بقلم غيري لخلق الإحساس المثير الذي تعطيه. ‎ما حظي بالقدر نفسه من الأهمية بالنسبة لي هو الإيمان بأن المضمون / المحتوى يتمتع بقيمة أعظم من الأسلوب / الشكل الذي كتبت فيه القصة ؛ وأفكار الناس وطموحاتهم في كل مكان، ونوعية الشخوص الطبيعية التي لم توجد على الأرض أبدا، ‎إذن، بل عن أفعال ورغبات أشخاص متخيلين، تصورُهُمُ القَصَّةُ أو الرواية الناجحة بأسلوب مقنع حيث يظهرون وكأنهم أكثر واقعية من الأشخاص الحقيقيين، وإلا لن يجمع الأشخاص في الروايات والقصص القصيرة سوى شبه سطحي بسيط بالبشر . ومن النادر ، وبالرغم من عدم قيام أية مجلة بقبول ونشر قصة لي بشكل فعلي، إلا أن بعض المحررين كانوا بين حين وآخر يرفضون نشر أعمالي، ويرفقون رفضهم بتعليق عليها. وجيزة جدا، كتبت بأسلوب غير نظامي، مغالية في الخيال والبعد عن الواقع بالنسبة لنوعية محددة من القراء، ‎علاوة على كل هذه الردود المهذبة التي رفض من خلالها رؤساء التحرير نشر أعمالي في صحفهم ومجلاتهم. تلقيت بعض النصائح أحيانًا، لم أكن معاديا الفضح من حيث المبدأ، ووُجهت إلى بطريق الخطأ مثل زخرفة المنازل، وتغطية الأرضيات، ‎كان كل ذلك بمثابة مراسلات مثيرة زودتني بشيء أتطلع لتلقيه بالبريد، ولا تقدم ما يكافي جهدي المبذول، توجب علي الحفاظ على كمية من طوابع البريد، كما كان علي تلبية بعض الحاجات الحياتية شبه الضرورية، وحين كنت أحتاج المال،