بل كانوا مختلفين في ذلك اختلافاً عظيماً. قال مسروق (1) جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ (٢) - يعنى الغدير - فالإخاذ يروى الرجل، والإخاذ يروى العشرة، هذا . وقد قال ابن قتيبة - وهو ممن تقدم على ابن خلدون بقرون :" إن العرب لا تستوى في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب والمتشابه، بل إن بعضها يفضل في ذلك على بعض (٤). ويظهر أن ابن خلدون قد شعر بذلك فصرح به فيما أورده بعد عبارته السابقة بقليل حيث قال: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين المجمل ويُميز الناسخ من المنسوخ، ويُعرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب نزول الآيات ومقتضى الحال منها منقولا عنه (٥). وهذا تصريح منه بأن العرب كان لا يكفيهم في معرفة معاني القرآن معرفتهم