تحتفل منظمة الأمم المتحدة في 22 آذار من كل عام «باليوم العالمي للمياه»، للتوعية بأهمية المياه والمحافظة عليها والسعي إلى إيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب. وفي عام 2005 صادف هذا اليوم بداية «العقد الدولي للمياه» الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2003 تحت شعار «الماء من أجل الحياة» والذي استمر حتى العام 2015. في عام 2006 اختيرت «المياه والثقافة» عنواناً لليوم العالمي للمياه بإشراف منظمة اليونسكو، للفت الانتباه إلى حقيقة أن هناك طرقاً عديدة للنظر إلى المياه واستخدامها والاحتفال بها تبعاً لتنوع تقاليد الشعوب وثقافاتها في جميع أنحاء العالم. وتستخدم في مختلف الطقوس والاحتفالات. وقد برزت المياه لقرون عديدة في الأعمال الفنية وفي الموسيقا والكتب والأعمال السينمائية، كما كانت عنصراً أساسياً في العديد من الجهود العلمية. كانت «مواجهة ندرة المياه» الموضوع الرئيسي ليوم المياه العالمي بهدف إبراز الخطورة المتزايدة لندرة المياه في جميع أنحاء العالم وآثارها. ثم أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على عام 2008 «السنة الدولية للصرف الصحي» لتسليط الضوء على العدد الكبير من سكان العالم الذين لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية. فقد ركزّ شعار اليوم العالمي للمياه على «المياه العابرة للحدود: المشاركة بالمياه، فهناك في العالم 263 بحيرة وحوض نهر عابر للحدود تمتد على مناطق في 145 بلداً وتغطي نصف مساحة اليابسة على الأرض، الأمر الذي ينبغي أن يحفز على التعاون في الإدارة المشتركة لهذه المياه الدولية بدلاً من أن تكون سببا للتنازع عليها. لعالم سليم صحي وفي عام 2010، كان شعار يوم المياه العالمي «مياه نظيفة لعالم سليم صحياً» للتأكيد أن المياه النظيفة هي الحياة، وأن بقاءنا جميعاً يعتمد على الطريقة التي نحمي فيها جودة مياهنا. وهناك 2. 5 مليار شخص في العالم محرومون اليوم من خدمات الصرف الصحي الأساسية. وفي عام 2011، أصبح شعار يوم المياه العالمي «المياه للمدن… الاستجابة للتحدي الحضري»، والتغيرات المناخية، في عالم اليوم، يعيش نصف السكان في المدن وتنمو مدن العالم بمعدل استثنائي بسبب الزيادة الطبيعية في عدد السكان من جهة، والهجرة من الريف إلى المناطق الحضرية وتحويل المناطق الريفية إلى مناطق حضرية من جهة أخرى. وفي العديد من مدن العالم، لم يواكب الاستثمار في البنى التحتية معدل التمدين، وتضاءلت الاستثمارات كثيراً في خدمات المياه والصرف الصحي بشكل خاص. فحجم التغطية بالشبكات الأنبوبية آخذ في التضاؤل في العديد من الأماكن، والفقراء يحصلون على خدمات أسوأ، ويدفعون بالمقابل أسعاراً أعلى للمياه. في العام 2012 أطلق شعار « المياه من أجل الأمن الغذائي» شعاراً ليوم المياه العالمي، انطلاقا من أن العلاقة بين المياه والأمن الغذائي مفتاح أساسي للتنمية. فالأمن الغذائي يتحقق عندما يتمكن البشر كافة وفي جميع الأوقات من الحصول على أغذية كافية وسليمة تلبي احتياجاتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية وبأسعار مناسبة. 7 مليار نسمة إضافية. ثقافة التعاون في مجال الحياة وفي العام 2013 كان شعار اليوم العالمي للمياه: «التعاون في مجال المياه»، وذلك تماشيا مع اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 «السنة الدولية للتعاون في مجال المياه» بناءً على اقتراح طاجكستان ودول أخرى. ومتطلبات البيئة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفقر، كلها تعتمد اعتماداً كبيراً على المياه. والإدارة الجيدة للمياه تفرض تحديات خاصة نظراً لخصائصها الفريدة: فالمياه تتوزع بشكل غير متساوٍ في المكان والزمان، والدورة الهيدرولوجية معقدة جداً، والتلوث، والتغيرات المناخية كلها تهدد مصادر المياه. على حين أن الطلب على المياه يزداد باستمرار لتلبية احتياجات سكان العالم لإنتاج الغذاء والطاقة ولاستخدامات المياه الصناعية والمنزلية. لذا فالتعاون في مجال المياه أساسي لتحقيق التوازن بين مختلف الاحتياجات والأولويات، واستخدام المياه كأداة للسلام. وفي العام 2014 اختير شعار «المياه والطاقة» شعارا لليوم العالمي للمياه نظراً للعلاقة الوثيقة التي تربط المياه بالطاقة، واعتماد كل منهما على الآخر؛ ومن جهة أخرى، كان الشعار هو «المياه والتنمية المستدامة»، لتأكيد أهمية المياه لجميع الأوجه المتعلقة بالتنمية المستدامة. والغذاء وغيرها. فاليوم، يعمل ما يقرب من نصف العمال في العالم (أي 1. والملايين منهم لا تحميهم قوانين العمل الأساسية. أن تغير حياة العمال وسبل عيش الملايين من الناس، لا بل أن تحوِّل المجتمعات والاقتصادات تحويلاً كاملاً. وفي العام الماضي 2017 اختير لليوم العالمي للمياه شعار «المياه العادمة»، إذ ينتج عن العديد من الأنشطة البشرية طرح مياه عادمة. وما يزيد على 80 في المئة من مياه العالم العادمة يطرح في البيئة من دون معالجة. ولا تقتصر فوائد الحدّ من كميات المياه العادمة غير المعالجة التي تُطرح في البيئة الطبيعية على إنقاذ الأرواح وتعزيز النُظم البيئية السليمة، بل يمكن أن يساعد هذا أيضاً في تعزيز النمو المستدام. أمّا شعار اليوم العالمي للمياه لهذا العام 2018 فهو «الطبيعة من أجل المياه»، إلى جانب التغير المناخي، أحد الأسباب الرئيسية للأزمات المتعلقة بالمياه والتي نشهدها في جميع أنحاء العالم؛ وعندما نهمل أنظمتنا البيئية، «الطبيعة من أجل المياه»، الحلول المستندة إلى الطبيعة لمواجهة التحديات المائية في القرن الحادي والعشرين. وتسعى الحملة التي تحمل شعار «الجواب يكمن في الطبيعة» إلى زيادة الوعي بأهمية ونجاعة هذا النوع من الحلول، واستعادة الأراضي الرطبة، وهي طريقة مستدامة وفعالة وقليلة التكلفة للمساعدة في إعادة التوازن لدورة المياه ، والتخفيف من آثار تغير المناخ، وتحسين صحة البشر وسبل العيش. إن اللجوء إلى الحلول المستندة إلى الطبيعة للمساعدة في تلبية تزايد الحاجة للمياه بتزايد النمو السكاني من شأنه إيجاد اقتصاد دائري، وفي الوقت نفسه حماية البيئة الطبيعية والحد من التلوث، وكلاهما هدف رئيسي في صلب الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة التي تلزم العالم بضمان توافر المياه والمرافق الصحية للجميع،