تكاد الحرب العالمية الثانية أن تكون الحصيلة الطبيعية للحلول والمواقف والاتفاقات التي انتهت إليها الحرب العالمية الأولى. إن التقسيمات السياسية التي وضعت في مؤتمر الصلح والقرارات الانتقامية التي اتخذت ضد ألمانيا القيصرية والمضاعفات الاقتصادية التي نجمت عن الحرب مع ما يرافقها من تضخم في النقد وجمود في الأعمال وجوع وفوضى وخوف وشعور عميق باليأس، كل ذلك سمح للشيوعية بأن تلعب دوراً كبيراً في تعبئة الجماهير وفي تحويل اليأس الجماعي إلى طاقة حقد مدمرة ضد الطبقات الحاكمة وأساليب التفكير والعمل والتقاليد السياسية في المجتمع الألماني. كل الأحداث الخارجية والداخلية كانت تتعاون على جعل الوضع الداخلي الألماني أكثر سوءاً وأدعى إلى الخوف واليأس. ولا ننسى بالإضافة لما سبق أن حرمان ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى من مستعمراتها الموجودة وراء البحار قد شارك هو أيضاً في خلق الأوضاع الداخلية المتوترة. ال والثابت أن القوة اليسارية العالمية ومن ورائها موسكو السوفياتية قد حاولت أن تلعب دوراً كبيراً في جر ألمانيا المهزومة، وشعبها المغلوب على أمره، وعمالها العاطلين عن العمل ممن يفترسهم اليأس وتلتهم المرارة أعصابهم ؛ لقد حاولت هذه القوة اليسارية أن تجر ألمانيا إلى معسكرها الذي بدأ يثبت أقدامه ويفرض نفسه على العالم رغم كل المتاعب التي كان يواجهها من قبل الرأسمالية العالمية. هذا الوضع الخطير دفع البرجوازية الألمانية إلى التفكير جدياً في إنقاذ الوضع .