نتطلع إلى أردن يتبوأ مكانه في مصاف الدول التي سبقت في هذا الميدان، فبناء قدراتنا البشرية من خلال التعليم المتميز وتجويد مخرجاته بوابتنا نحو المستقبل، فهو يشكل أرضية مشتركة لفهم الآخر وتعميق قيم التسامح، كما أن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطا وثيقا بالنهضة التعليمية مهما كانت الظروف والتحديات. فيكون هو قائد مسيرة تحديث التعليم في العالم العربي، غير مقتصر على بلد بعينه، ولا بد أن تتوحد الجهود، فإننا نريد أن نرى مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا مصانع للعقول المفكرة، لا تخرِّج طلابها إلا وقد تزودوا بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ولا يكون ذلك إلا بمنظومة تعليم حديثة، تقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى العالمية، والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد. كما لا يمكن أن يتحقق ذلك، إلا بمناهج دراسية تفتح أَمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد؛ وثقافة التنوع والحوار؛ وكذلك بمعلمين يمتلكون القدرة والمهارات التي تمكنهم من إعداد أجيال الغد. إنني لأكرر التعبير عن سعادتي بهذا النقاش الدائر حول تنمية مواردنا البشرية وتعليم بناتنا وأبنائنا، حتى يؤتي ثماره بالتنفيذ والإصلاح، فهو علامة وعي وتيقظ، فكل يوم يمضي تمضي به فرصة لأبنائنا في تحقيق ما يستحقون فلا نضيعها عليهم.