المسرح غرفة نوم مؤثثة أثاثاً فاخراً، على الجدار اليمين باب يقابله سرير نوم، وفوق السرير على الجدار الأيسر صورة زفاف، وفي الجدار الخلفي المقابل للجمهور، يظهر خلفها ميدان عام تتوسطه مسلة بها ساعة، والشمس تنشر اشعتها على الميدان والمسلة. وحين امتدت أشعة الشمس الحارقة على مسلة الميدان العام. أضطر الفتى العشريني إلى الإنقضاض على زوج عشيقته الأربعينية والذي باغتهما فجأة. طوق الشاب عنق الرجل وقبض على ذراعيه من الخلف. الزوج الخمسيني لم يكن يملك القوة المكافئة لقوة الشاب. لذلك سيطر الشاب بسرعة على الموقف. الزوج الذي كان يشعر بالقهر والغبن استسلم بعينين مصفرتين من الحزن. وهكذا وجد نفسه مقيداً ومكمم الفاه وملقى في ركن قصي من غرفة النوم. يسرع الشاب وينتزع ملاءة السرير ويغطي الزوج) يرتدي الشاب ملابسه ويخرج من بنطاله مطوة يفردها بسرعة، تنظر الزوجة إليه بفزع وهي تجلس على أرض الغرفة بانهيار) يأتي صوت نحيب من الزوج المغطى) لن تكون فضيحة فقط. الشاب: (يصيح) لا توتريني أكثر من ذلك. (يلقي بالمطواة على السرير) يتحرك الشاب ويقبض على رأس الزوج من فوق الغطاء) أنه نهار منحوس منذ البداية. تمضي برهة من الوقت ويعود الشاب مرة أخرى حاملاً زجاجة خمر وكأسين) الشاب: (يصيح بتوتر) عليك أن تفعلي. يصب قليلاً على الكأسين) خذي. الشاب: من الجيد أنه يشتري الأنواع الفاخرة رغم أنها ممنوعة. تقرب الزوجة الكأس من شفتيها ولكنها لا تشرب، في كل الأحوال أصبح موقفنا سيئاً جداً. لن يتم رجمك كما كانوا يفعلون قديماً ولكنك ستنالين السجن الطويل هذا فضلاً عن أن ابنتك ستشعر بالعار وهي مقبلة على الزواج. ففي أغلب الأحوال لن أنال عقوبة كبيرة إن لم أقتله. يجب أن نفهم موقفنا القانوني جيداً. الشاب: (يتوقف عن الاتصال) ألم تطلبي مني عدم قتله؟. الزوجة: (تصرخ وتغطي وجهها بيدها وهي تحمل في اليد الأخرى الكأس) لا أعرف لا أعرف. تجرع الزوجة من الكأس فيتقدم الشاب ويجلس قربها ويصب في كأسيهما باستمرار). زوجة خائنة ولكنها تملك تبريراً معقولاً للخيانة. تهز رأسها في صمت ووجها مختف وراء راحتها) الشاب: (ينهض ممسكاً بالكأس والزجاجة، يتجه إلى النافذة ويحدق في المسلة). شقة تطل على الميدان العام والمسلة التاريخية. إنه رجل ثري وذكي. يعود إلى الجلوس قرب المرأة) الزوجة: لم يكن كذلك من قبل. أصبح عاجزاً بعد المرض. الشاب: إنك لن تستطيعي الكذب علي. لم أكن الأوحد بالنسبة لك. في الواقع ليس ذلك مهماً بالنسبة لي لأنني لا أحبك. أنتِ لم تكوني جميلة بأي حال. الشاب: وكنتِ تعلمين بأنني كنت أخدعك. ولكنك قبلت اللعبة لأنك لن تخسري شيئاً. كنت أحبك بالفعل. ينهض بعد برهة ويتجه إلى النافذة حاملاً الكأس فقط وقد ترك الزجاجة قرب الزوجة) كم هو يوم ثقيل. أحسست به منذ أن تلقيت اتصالك في الصباح وإخبارك لي بأنه مسافر في مهمة خاصة بالعمل. شاب موفور الصحة والقوة والرغبة. لو لم آتِ لظللتُ افكر في خسارة الفرصة لباقي اليوم شاعراً بالندم. الزوجة: بل لا تستطيع تجاهل المال الذي أغدقك به. الشاب: وهذا أيضاً لكنه ليس بأكثر أهمية من إشباع رغبتي. يترك النافذة ويجلس على طرف السرير). (يخرج هاتفه ويتصل ثم يتحدث بصوت منخفض) أسيل. (ينفجر فجأة في البكاء) أنا خائف يا أسيل. (يغلق الهاتف ويدخله في جيبه وهو لا يزال يبكي). قلة منا نحن النساء من يستطعن التعبير عما يجيش بدواخلهن من مشاعر. إن اللغة تبدو قاصرة جداً ولذلك فإنكم تظنوننا حمقاوات. لقد شعرت فقط بأنني أتقبل كل ما سيحدث بعد هذه اللحظة. سيتحدد مصيرنا إلى الأبد. الشاب: (بخوف) ماذا سيفعل؟ الزوجة: (تصرخ) قلت لك لا أعرف. وهو رجل شديد الخبث والدهاء. ويبحث عن تحقيق مصالحه بأي وسيلة. الزوجة: لقد شربت خمره لتملك شجاعة قتله والآن تجبن؟!!. تتجه إلى الزوج وتقف أمامه بصمت) الزوج: (بصوت غير واضح ) هل ذهب؟ الزوجة: (تحل الكمامة من فمه) يمكنك أن تتحدث كما تشاء. الزوج: كنتِ ذكية بما فيه الكفاية. لكن ذلك الشيء الذي وقف بيننا دائماً. الزوج: لم أكن عاجزاً إلى تلك الدرجة. ثم يشير إلى قيد يديه خلف ظهره) الزوجة: قلت لك لن أفك قيدك قبل أن نتفق. الدماء ستتناثر في كل مكان. كل زاوية سيكون فيها دليل على جريمتك. الزوجة: لكنه نسى مطواته على السرير. وستسجل كاميرات المنازل الخارجية لحظة خروجه من هنا. الزوج: ولحظة دخوله إلى هنا. والفارق بين ساعة دخوله وساعة خروجه. وسيكون ذلك وقتاً طويلاً بما يكفي لاتهامك بمشاركتك في القتل. الزوجة: إذاً يجب أن أبحث عن دليل براءتي. يجب أن أزرع دليلاً على براءتي في مسرح الجريمة. الزوج: لن يكون ذلك سهلاً كما تتصورين. لن تكوني أذكى من خبراء الجريمة. الزوجة: ربما لن أكون أذكى منهم ولكن الفارق بيننا هو أنهم يبحثون عن أدلة تثبت اقتراف اثنين لجريمة قتل وأنا لا أحتاج إلا إلى نفي دليل اقترافي أنا وحدي للجريمة. الزوجة: وهل سأستفيد لو تركتك حياً لتشهر بي أو تقتلني. الزوجة: أعرف أنك تستطيع قتلي في أي مكان. الزوج: قلت لك لن أفعل. الزوجة: (تقهقه) وهل كانت لديك كلمة من قبل؟. الزوج: كانت كلمتي كحد السيف دائماً. هل تظنين أن تجارة المخدرات تعتمد على ضمانات مكتوبة؟ إنها تعتمد على الكلمة أو. تعود وتأخذ الزجاجة والكأس ثم تجلس على الأرض أمام الزوج المقيد. الزوج: تذكرة سفر إلى أي دولة وشقة وراتب شهري. الزوجة: ما الذي سيضمن لي بأنك لن تقتلني لو حللت قيودك. اخرجيه من جيب معطفي واتصلي بالرقم الذي يحمل اسم "الطاولة الزجاجية". تترك الكأس وتدخل يدها في جيب المعطف، تخرج الهاتف وتبحث عن الرقم ثم تتصل به) سيكون ذلك محتملاً لزبائننا. الزوج: وفي الجيب الآخر من المعطف ستجدين ورقة عليها ارقام حسابات وتواريخ وهواتف. تدخل يدها في الجيب الآخر وتخرج ورقة مطوية، تبدأ في فردها وقراءتها) وإذا شعرت بالغدر مني يمكنك تسليمها إلى البوليس. اتصلي بأي شخص تثقين فيه ليدخل ويفك وثاقي. الشاب: (يبدأ في حل وثاق الزوج) سار كل شيء على ما يرام. هوية جديدة وجواز سفر. الشاب: (يبدو عليه الفزع) إنها خيانة للاتفاق؟ لذلك عليك أن تختار إما الموت أو الفرار بهوية جديدة مثلي. لقد دخلتَ اللعبة بقدميك. تماماً كما فعلتُ أنا حينما كنت في مثل سنك. لقد اخترت المغامرة والمال مقابل الفقر. لكنني كنت أذكى منك قليلاً. يصب الشاب في الكأس ويمده للزوج) الزوج: هذا العالم ليس فوضوياً كما كنت أظن. أدركت حينها بأنني قطرة صغيرة في محيط من شبكات ضخمة. عندها فقط فقدت كل الخيارات التي كانت متاحة لي عندما كنت فقيراً وحراً في نفس الوقت. أنت تعيد كتابة تاريخي من جديد. يمكنك أن تواصل أو تموت ولا خيار ثالث أمامك. إننا لا نبحث عن مصيرنا بل هو من يبحث عنا. فكن ذكياً بما فيه الكفاية لتتقبله وتتكيف معه. الزوج: لقد اختارتني من أجل المال منذ البداية. كما اخترت أنا هذا الطريق من أجل المال. لقد نجحنا في تدمير الشبكة المنافسة لشبكتنا. الزوج: سأرعاها من على البعد. يغلق النافذة ثم يقلب صورة الزواج المعلقة على الحائط، يجمع حاجياته في حقيبة أخرجها من تحت السرير، ويخرج أوراقاً من جيبه ليبدأ في حرقها، ثم يغادر حاملاً حقيبته)