ولد رابح بونار في قرية أرجاونة بأعالي مدينة تيزي وزو في 25 أفريل 1923. درس العلوم الشرعية واللغوية في العديد من الزوايا المنتشرة في منطقة الزواوة، ثم سافر في عام 1940 إلى مدينة تبسة للدراسة في مدرسة تهذيب البنين على الشيخ العربي التبسي (1895-1957) الذي توسّم فيه النجابة والنباهة، فنصحه في عام 1941 بالسفر إلى تونس ليواصل تحصيله العلمي في جامع الزيتونة. وقد توّجت جهوده بنيل شهادة الأهلية في عام 1944، ثم عاد إلى تونس في عام 1948 لنيل شهادة التحصيل من نفس الجامع في سنة 1951. ولم يقتصر الطالب بونار على التحصيل العلمي في جامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية، وكانت تهتم بالأحوال الاجتماعية للطلبة وتنظيم النشاطات الثقافية. كما كان لي أيضا خير حافز على ذلك. وكان هذا التنافس بيننا يدفعنا دأبا إلى قراءة الكتب النافعة، وحضور المحاضرات القيمة المفيدة، والسهر إلى ما بعد منتصف الليل مطالعة ومذاكرة، وعدم الاكتفاء بما نكلّف به من قبل الأساتذة من أعمال أدبية وعلمية، أو أوراق يكتبها، وبعد عودته من تونس، استقر بونار في مدينة تيزي وزو للتدريس البنين والبنات في مدرسة الشبيبة. وبعد استرجاع الاستقلال في سنة 1962، في عام 1969 انتدب من وزارة التربية إلى المكتبة الوطنية للمساهمة في مشروع إنجاز فهرسة عامة للمخطوطات. اغتنم راح بونار فرصة وجوده بالجزائر العاصمة للعودة إلى التحصيل العلمي في الجامعة، فدرس الحقوق وتحصل على شهادة الليسانس في عام 1968. فلم يحقق حلمه المنشود، لكنه ترك أثارا كثيرة تشهد له بالكفاءة العلمية والهمة البحثية العالية التي لا نجدها عند العديد من حاملي الشهادات العليا.