فضل الصلاة وهي الركن الثاني بعد شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدًا رسول الله، ولهذا لا يقوم إيمان المسلم إلّا بالتزامه بها كما أمر الله تعالى، وكما بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- كيفيتها، وتعريف الصلاة يأتي من كونها فريضة على كلّ مسلمٍ ومسلمة، وهي فرض عين يجب أن يؤديها المسلم كما أمره الله تعالى ومهما كانت الظروف والأحوال، ولا تكتمل بدونها. وهي أوّل ما يحاسب عليه العبد المسلم يوم القيامة، فإن كانت صلاته صالحة فقد صلح عمله، وإن فسدت صلاته فسد عمله، لهذا على المؤمن أن يحسن صلاته وأن يخشع فيها وأن يؤديها على وقتها كما أمر الله تعالى. وأن يُحاول ألّا تفوته أيّ واحدة منها، وأن يُكثر من قيام الليل وصلوات النوافل التي تسدّ النقص الحاصل في الفرض، مما يضمن للإنسان أن تقبل صلاته كاملة، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلي السنّة الخاصة بكل فرض، خاصة أنّها هي الصلة بين العبد وربّه، وألّا ينشغل المرء بأي شيء عنها. أوّل مرة فرضت فيها الصلاة على المسلمين كانت في ليلة الإسراء والمعراج، وبعدها بدأ المسلمون يقيمونها في المساجد والبيوت، ويتلهفون لسماع صوت الأذان لأنه نداءٌ للمسلم حتى يقف بين يدي ربه ويُناجيه، والأجدر بالمسلم أن يُصلي الصلاة بشكلٍ كامل وألّا يسهو عنها أبدًا مهما كانت الظروف، لأنّ ما من شيء يثقل في ميزان العبد يوم القيامة أكثر من أن يؤدي عبادته هذه بالصورة الصحيحة الكاملة التي يؤديها المؤمن بخشوعٍ تام. تعليم الصلاة للأطفال تعليم كيفية الصلاة للأطفال واجبٌ على الآباء والأمهات، إذ يقول تعالى في القرآن الكريم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}[٢] لهذا يجب عليهم أن يعلموها للأطفال وهم في عُمر السبع سنوات كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويكون تعليمهم تدريجيًا وبطريقة تجعلهم يحبون الصلاة ويلتزمون بها، ثم يتعلمون خطواتها خطوة خطوة، وتعليمهم أركان الصلاة التي لا تصحّ إلّا بها. يجب تعليم الأطفال أنّ الصلاة لها موعد محدّد يجب أن يكون كل فرض في موعده الذي أمر الله تعالى به، فلا يجوز أداء صلاة الفجر في موعد الظهر، وتُبدد عنهالهم والأحزان، خاصة أنّ الأطفال يعدّون أمهاتهم وآباءهم قدوة لهم في كلّ شيء ويُحاولوا تقليدهم، لهذا يجب ألّا يتهاون الآباء والأمهات في أدائها والالتزام بها على وقتها حتى يكونوا خير قدوة لأبنائهم، فالطفل الذي يُصلي سينشأ على هذه العبادة العظيمة وسينعكس هذا على أخلاقه وتصرفاته في المستقبل، وسيكون ابنًا صالحًا بارًا بوالديه، ممّا يعزّز لديهم القدرة على التعاون والتكاتف والبقاء في وحدة الصف حتى ينهض المجتمع الإسلامي نحو العزّة والتطوّر، ويكون لديه من الصبر والإيمان ما يُعينه على تحمّل مصائب الدنيا، فالله تعالى أمر عباده أن يستعينوا بها في كلّ شيء لأنها طريق الخير والفلاح. وهي صلة وثقية جدًا لا يمكن لأحدٍ أن يقطعها، كلّما استشعر حلاوة الإيمان ولذته في قلبه، والله تعالى منح المصلّين روحانية عالية تجعلهم يترفعون عن أذى الدنيا وهمومها، فتسمو في قلوبهم نسمات الرحمة، وينعكس هذا على المجتمع بأكمله فيصبح أكثر صلاحًا. الصلاة تُعلم المسلم الالتزام بالوقت والدقة في المواعيد، فتراه يهرع للوضوء والصلاة بمجرد أن يسمع نداء الله، ويظهر هذا واضحًا في أداء التراويح أيضًا في شهر رمضان المبارك، وهي تعلم المسلم الإتقان بأن يلتزم بأركانها وواجباتها بالشكل الصحيح، وأن يحرص على أن تقبل صلاته كما أرادها الله تعالى. فهي من شعائر الإسلام التي تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من الدين والعبادة، لأنّها تجعل المسلم هاديًا مهديًا يدعو لنفسه في كلّ ركعة بأن يكون ثابتًا على الصراط المستقيم. كانت الصلاة بالنسبة للنبي -عليه السلام- قرّة عين له، والدليل على أهميتها وفضلها العظيم أنّها أكثر الفرائض ذكرًا في القرآن الكريم، فالمسلم الملتزم يشعٌ وجهه بنور الإيمان، لهذا فهي بالنسبة للعبادات بمنزلة الرأس من الجسد. الصلاة تعلّم الإنسان الطهارة والحفاظ على النظافة، وتُدافع عنه وتشفع له وتجعله يدخل الجنة من أوسع أبوابها،