قيام الوحدة الوطنية: كان السلطان قابوس ذو الثلاثين ربيعاً شديد الحماس والإخلاص في توحيد عمان وبناء الهوية العمانية وهذا مما يُستشف من تغييره لإسم البلاد وعلمها في بداية حكمه فقد غير اسمها من سلطنة مسقط وعمان إلى سلطنة عمان إيذاناً منه أن عمان واحدة ولا فرق فيها بين أي منطقة أو مدينة وأخرى وبين عماني وآخر وعمل على تصميم علماً جديداً لها فقال في خطابه الأول للشعب: ". ومن بين الأمور التي سنتعرض لها الليلة أمر بالغ الأهمية، فمن الآن وصاعدا ستعرف أرضنا العزيزة باسم ((سلطنة عمان)) . ولقد بدأنا فعلا في دراسة تصاميم لعلم وطني يكون شعاره وألوانه شهودنا على عزمنا على توحيد بلادنا". (٢٠١٦). عمان فجر جديد المواءمة بين الأصالة والمعاصرة. وعلى هذا الأساس يمكنكم أن تثقوا بأن حديثنا الليلة يحدده اتجاه المستقبل وستتبعه أحاديث مماثلة ", وفي ذات الوقت ركز على تشجيع العمانيين الموجودين في الخارج بالعودة إلى البلاد من أجل المساهمة في بناء لبنة عمان وأساساتها التي ستقوم عليها في المستقبل فقال في نفس الخطاب: "تتجه أفكارنا الآن إلى إخواننا الذين أجبرتهم ظروف الماضي التعس إلى النزوح إلى خارج الوطن، فلأولئك الذين بقوا على ولائهم لوطنهم ولكنهم اختاروا البقاء في الخارج نقول سنتمكن في وقت قريب من دعوتكم لخدمة وطنكم". كان السلطان قابوس - طيب الله ثراه - شخصاً متزناً وذكياً في علاقاته, ليناً مع شعبه وصارماً مع أعداءه مما أكسبه المهابة بين الجميع فبعد المقارنة بين ذلك الخطاب الرقيق مع شعبه وردة فعله تجاه أعداء عمان نراه يقطع تلك اليد التي حاولت أن تمتد لها بعد أن دخلت الشيوعية إلى الحد الجنوبي من البلاد فكانت ظفار أول المتأثرين بها بعد أن حاول المد الشيوعي فصلها عن الأرض الأم فما وجدوا من السلطان قابوس إلا الحزم والعقاب - اللهم من استسلم أو عاد إلى رشده عن طواعية - حتى طهرها كاملة من ذاك الدنس في عام 1975م وكان ذلك آخر عهد عمان بالتجزئة والفرقة ولله الحمد. وبعد أن قام –طيب الله ثراه- بإرساء الوحدة بين أبناء شعبه وبداية بناء البلاد، وفي ذات الحين اهتم بتنصيب البلاد كعضو في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.