ولكن في أعماقها تحمل بلاغة عالية التأثير، تلك الجملة صاغها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليعلمنا بأن الحكمة تولد من رحم البساطة، منتقياً لنا من جواهر العالم والرسام ليوناردو دافنشي، قوله «البساطة هي أرقى درجات الاحترافية»، تلك البساطة التي مكنت هذا العالم من تخليد اسمه على مر العصور. وكذلك هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استطاع أن يخلد اسمه في قلوب الجميع، عبر حكمته وتفكيره العميق، حيث يفتح من خلالها أعيننا على قصة بناء شرطة دبي، يكشف لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مضيفاً: «لا يمكن أن تكون لديك حكمة في الحياة، ثم استطعت أن تختصرها بكلمات بسيطة، تلك شكلت مقدمة لافتة لحكاية بناء قوة شرطة دبي، حيث وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خطة محكمة بعد «تفكير عميق»، إذ يقول سموه: «بعد تفكير عميق وضعت خطتي في بناء قوة شرطة داخلية، تمهيداً لبناء قوة الدفاع كالتالي: «بحار. ويشير في السياق إلى أنه في أواخر الستينات، كان «لدينا عدد قليل لا يتجاوز العشرات من عناصر الشرطة في دبي، ومثلهم أيضاً في قوة دفاع دبي»، ويقول: «كنت أريد أن أبدأ بقوة من ألف شخص على الأقل. كنت أريد ألفاً يكونون نواة لعشرات الآلاف ممن سيأتي بعدهم. كنت أريد ألفاً يستطيعون بناء كافة أفرع قواتنا المسلحة لاحقاً. كنت أريد ألفاً من النخبة». تم تأسيس قوة دفاع دبي في العام 1971، قام سموه بالإعلان عن الشواغر في هذه القوة، وأعلنت أن القبول سيكون للأكثر كفاءة»، حيث يقول: «أطلقنا حملة كبيرة من بيت لبيت، كما نظمنا القصائد للإشادة بهذه القوة القادمة، خطة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في بناء قوة الشرطة الداخلية كانت واضحة، حيث يقول سموه: «تركزت خطتي التدريبية معهم في ثلاثة محاور، وبدأنا بكل حماسة رحلة بناء الرجال». تماماً كما كنت أتدرب في بريطانيا، حيث يتم تقسيم اليوم إلى فترات متوازنة لتغطية كافة المحاور، أعطيتهم كل طاقتي فأعطوني أفضل قوة فتاكة». المهمة التي تولاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي السياق يضيء لنا جانباً من الحكاية، أن المقيم السياسي في الخليج قال لي: محمد أنت لا تعرف شيئاً سأستمر في إدارة هذا المنصب، كنت قد عينت رجلين خارج المبنى، وبعد فترة أخلى مكتبه وترك لي المهام وحدي، وهكذا بدأت مسيرة تشكيل قوة قتالية لوطني»، مؤكداً أن «العمل الشاق قد أتى بثماره، ففي غضون عامين فقط تضاعفت أعداد الشرطة، وقوة الدفاع بشكل كبير، وأصبحت لدينا قوة مدربة ضاربة. الألف رجل فيها بعشرة آلاف».