يُعد البحث السيميولوجي مدخلا بحثيا كيفيا هاما لاستنطاق الأنساق اللغوية والبصرية، حيث يُمثّل مفهوم الدلالة أهمية مركزية فيه، مُحِيلًا إياها في بعض الاتجاهات المعرفية إلى جميع مظاهر السلوك الإنساني. يتيح هذا البحث دراسة أنساق إنتاج المعنى والدلالة، بغض النظر عن طبيعتها المادية أو اللامادية، أو وظيفتها التواصلية من عدمها، مُهتما بالمدلولات والتصورات الذهنية الناتجة عن تفاعل الإنسان مع محيطه. لهذا، يُعتبر تخصصًا متعدد المشارب. ففي الطب، يُعنى بكشف الأعراض وتشخيص الأمراض، بينما في الإعلام والاتصال، يبحث عن الرسائل الخفية في وسائل الإعلام. اشتُقّ مصطلح "سيميولوجيا" من اليونانية، (sémion) بمعنى الدليل أو العلامة، و (Logo) بمعنى الخطاب، و (logie) بمعنى العلم. وهي تُعنى بدراسة أنساق التواصل اللفظية وغير اللفظية، ويُعتبر النموذج اللغوي مهيمناً في الدراسات السيميائية. يُعرّف جورج مونان السيميولوجيا بأنها "العلم العام الذي يدرس كل أنساق العلامات التي يتحقق بفضلها التواصل"، مُشيراً في موضع آخر إلى أنها "وسيلة عمل" أو منهج بحث. لكن بعض التعريفات تعتبرها علماً، وأخرى منهجا، أو نظرية عامة. تُدرس السيميولوجيا العلامات وأنساقها، سواء كانت لسانية أو غير لسانية، مؤكدة على أهمية العلامات في تحقيق التواصل الإنساني، كونه تبادلاً للدلائل بين البشر.