تاريخ الأنثروبولوجيامنذ متى يوجد الأنثروبولوجيون ؟ تنقسم الآراء حول هذا الأمر بيد أن الإجابة تعتمد بصفة عامة على ما يقصده المرء بكلمة أنثروبولوجي إن الناس على الدوام ينتابهم الفضول بشأن جيرانهم والاناس الأكثر بعدا لقد أخذوا في القيل والقال عنهم وحاربوهم وتزوجوهم ورووا القصص عنهم تم تدوين بعض هذه القصص أو الأساطير وانتقدت بعض الكتابات فيما بعد بأنها غير دقيقة ام متعصبة للعرق أو عنصرية بشكل مطلق بعض القصص قورنت بأخرى عن اناس آخرين مؤدية الى افتراضات اکثر عمومية عن اناس في مكان آخر على هذا النحو نشرع في تحقيق الانتروبولوجي في اللحظة التي ينتقل فيها اجنبي الى شقة مجاورةاذ نحن قيدنا أنفسنا بالأنتروبولوجيا باعتبارها فرعا علميا سوف يقوم البعض بإرجاع جذورها الى حركة التنوير إبان القرن الثامن عشر ولسوف يدعي اخرون ان الانثروبولوجيا لم تظهر بوصفها علما حتى خمسينيات القرن الثامن عشر ومع ذلك سوف يدفع البعض بان البحث الانتروبولوجي بمفهومه الحالي بدا بعد الحرب العالمية الأولى ولا يسعنا ان نتجنب هذه الالتباساتعلى أن الأمر يتجاوز الشك أن الأنثروبولوجيا باعتبارها علم الانسان نشأت في منطقة نسميها بصفة عامة وبطريقة غير دقيقة الغرب وعلى نحو ملحوظ في ثلاثة أو أربعة شعوب غربية فرنسا بريطانيا العظمى الولايات المتحدة وحتى الحرب العالمية الثانية ألمانياوتعد الانثروبولوجيا من وجهة نظر تاريخية فرعا معرفيا أوروبيا ومارسوه كما هو الحال مع كل العلوم الأوروبية وعادة ما يحلو لهم ارجاع جذوره الى اليونانيين القدماءعلاقة الأنثروبولوجيا بالتاريخبعد علم التاريخ من أهم العلوم الاجتماعية، وهذا ما يظهر بوضوح العلاقة التي تجمع بين التاريخ والأنثروبولوجيا بصورة مميزة فدراسة الإنسان ككائن ثقافي واجتماعي وتاريخي لا يمكن أن يتم إلا من خلال انفتاح الأنثروبولوجيين على تحليلات المؤرخين والتي تتناول مجموعة من القضايا المتعلقة بالمجتمعات الإنسانية ككل هذا ومن المؤكد أن الظاهرة الإنسانية هي في حد ذاتها ظاهرة تاريخية، تقوم على ثلاثة أسس وهي الزمان والإنسان والمكان إذ لا يمكن تصور الفعل التاريخي للإنسان خارج عن هذه الأسس فالزمن هو الذي يعطي للفعل الإنساني صفتها التاريخية أما المكان فهو المسرح الاجتماعي الذي تقوم فيه الأحداث أما الإنسان فهو محور كل شيء وهو صانع التاريخ بهذا المعنى وما يميز التاريخ أنه يدرس الأحداث الإنسانية الفريدة غير متكررة المرتبطة بزمان معين ومكان معين ، الذي يعتبر من أهم مناهج البحث العلمي للأنثروبولوجيا، لأنها تعمل على دراسة الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بصورة عامة إن الأنثروبولوجيا كباقي العلوم الاجتماعية تسعى إلى دراسة الإنسان في تطوره وتغيره في كل المستويات فهي تبحث في أصول الإنسان، ولا يمكن لها إلا من خلال التاريخ، فدراسة ماضي الإنسان بالرغم من تعقده يساهم بشكل أو بآخر في فهم حاضره والتعرف على مستقبلهتتعامل الأنثروبولوجيا مع الإنسان الذي ليس مجرد جزء من الطبيعة ولكنه أيضًا مخلوق ديناميكي من حيث السمات البيولوجية والاجتماعية إنها مشكلة نظرية لتحديد موقف الأنتروبولوجيا حيث يجب وضع الانضباط سواء في العلوم أو في طيات العلوم الإنسانية وقد اعتبرتها مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا علما طبيعيا ، في حين وضعها بعض علماء الأنثروبولوجيا الأخرى كموضوع تحت العلوم الإنسانية في القرن التاسع عشر ، كان بعض المثاليين الألمان، وقبل ذلك في القرن الثامن عشر ، يعتبرون أنصارا فرنسيين قليلين من الأنثروبولوجيا كفرعا للتاريخ ، وبالتالي وضعوا الانضباط بشكلفي الواقع ، هناك علاقة وثيقة بين التاريخ والأنثروبولوجيا التي تم العثور على الخلافات لفترة طويلة كل شيء في هذا العالم يقدم تاريخا حيث يتم حساب وجوده حسب عامل الوقت هناك حاجة إلى نوع من التحقيق التاريخي من أجل فهم العوامل وعمليات التغيير وبما أن الإنسان هو موضوع بحث أنثروبولوجي ، لا يمكننا المضي قدمًا على الإطلاق دون النظر إلى البعد الزمني يهدف كلا النظامين إلى كشف النقاب عن الأحداث غير المستكشفة لحالة حياة الإنسان ، لكنهما يختلفان عن بعضهما في معالجة المشاكل كل واحد منهم طور مبادئ منهجية خاصة به التاريخ يهتم بشكل رئيسي بالأحداث إنهم يحسبون الأعمال والتفاعلات البشرية ، سواء في وجهات النظر الفردية والجماعية بينما تهتمالأنثروبولوجيا في تحديد الثقافة ؛ التطور البيولوجي ينهى في الثورة الثقافية إن الأنثروبولوجيا ، ولا سيما الأنثروبولوجيا الاجتماعية ،