كان لرجل ثري مصانع ومتاجر، فخمة التهمتها النَّارُ فقضت عليها فضاعتْ ثروتُه كلّها. فأجابه : ( لَسْتُ أَفَكَرُ في شيء من ذلك ) ، وإِنَّما كُلَّ فكري الآن : ( ماذا أنا صانع غداً ) ؟ ! يعجبني هذا الاتجاه العملي في التفكير ، دون أن تستفيد من الأمس لبناء المستقبل . والأمر ما خَلَقَ الله الوجه في الأمام، وجعل العين تنظر إلى الأمام، وشَاءَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا عَقْلَا يَنظُرُ إِلى الأمام وإلى الخَلْفِمعا، وأن يكون نظره إلى الخلف وسيلة الحُسْنِ النَّظر إلى الأمام. النظر إلى الماضي واجب إذا اتَّخِذَ سبيلاً لعمل مستقبل واستحقت به الإرادة لعمل مستقبل ، وضرب مثلاً لمعالجة مشكلات المُسْتَقْبَلِ ، أَمَّا أن يكون النظر إلى الماضي عرضاً (۲) في نفسه ،