و نمت روح الجماعة في الدولة الناشئة تدريجياً، وسارت هذه العملية أحياناً على نحو أبطأ مما أراد لها صاحب السمو الشيخ زايد، غير أن قدرته على التروي في إحداث التغيير أعطت دولة الإمارات العربية المتحدة مصدراً فريداً للقوة. ولكن خصلة الصبر في حد ذاتها ليست كافية لتحقيق الإنجازات التي حققها الشيخ زايد، ورغم أننا قد أشرنا إلى ذلك كله بشكل مفصل في هذا الكتاب، ولد الشيخ زايد في بيئة بدوية ونشأ في ظروف صحراوية قاسية خلال سنوات طفولته، وكان لا يأنف من العمل بيديه في أغلب الأحيان مما جعله يكتسب ميزة الاعتماد على النفس . وقد تعلم الشيخ زايد فن الحكم للمرة الأولى في العين، وقد نمت مهاراته القيادية مع مرور الوقت حيث ارتقى من وضعية شيخ من الأسرة الحاكمة إلى تقلد منصب ممثل الحاكم في العين. وقد استطاع أن يحول مجتمعاً قبلياً تقليدياً إلى دولة موحدة ومتقدمة. وتقديراً لإنجازاته فقد اختاره إخوانه حكام الإمارات رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها .