قصة ( الرجل الصالح والكلب ) في أحد الأيام كان الجو شديد الحرارة، وكان هناك رجل مسافر في الصحراء الحارقة؛ حيث الشمس تلهب الرمال بآشعتها، وأثناء سير الرجل شعر بالعطش الشديد، فظل يبحث عن الماء في كل مكان دون جدوى. أحس الرجل بالإرهاق فجلس يستريح لبعض الوقت، وصل الرجل إلى بئر ماء، لقد كدت أهلك من شدة العطش في هذا الجو الحار، وشكر الله على واسع كرمه وفضله. نظر الرجل داخل البئر فوجدها عميقة جدًا، فنزل إلى البئر بحذر إلى أن وصل قاعه، وظل يشرب ويشرب إلى أن ارتوى، قم صعد وخرج من البئر حتى يكمل طريق سفره مرة أخرى. وبينما هو يستعد للرحيل وجد كلبًا يزحف على الأرض ويلهث من شدة العطش والتعب، وبدأ في أكل التراب الرطب الموجود حول البئر من شدة عطشه. تذكر الرجل حاله قبل أن يشرب وقال في نفسه: لقد كنت أشعر بما يشعر به ذلك الكلب منذ لحظات، يجب أن أجلب له الماء ليرتوي وأنقذه من الموت. بحث الرجل عن شيء يحمل به الماء؛ ثم جائته فكرة أن يملأ خفه بالماء. نزل مرة أخرى إلى البئر، وقام بملئ خفه بالماء؛ لكنه وقف متحيرًا كيف سيصعد ويمسك بالماء، فأمسك الخف بفمه وصعد حتى خرج من البئر، وقام بتقديم الماء إلى الكلب، وقربه من فمه ليشرب، فشرب الكلب حتى ارتوى وذهب ظمأه. وقد وردت هذه القصة في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: {بينما رجل يمشي بطريق، فوجد بئرًا فنزل فيها، فإذا كلب يلهث ، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له.