هذه هي النقطة التي تنفذ من خلالها الإبستيمولوجيا الباشلارية، والتي تطرح من خلالها جدلية العلاقة بين العقل الواقعي والعقل الفلسفي، في إطار الإبستيمولوجيا البنائية، التي تحيي تلك الجدلية البيداغوجية القائمة بين العقلي والتجريبي. إلَّا أن تأكيد كلا النسقين إلى حد الهوس على أهمية الاطلاع الكافي على ما يجد في اليومي من أجل فهم أعمق للتربية وممارستها، وكذا استخلاص نظريات فلسفية جادة في توجيهها، فما هي طبيعة العلاقة التي تربط بين التربية اليومية والنّظرية الفلسفية حسب الطرح الباشلاري؟ وكيف يمكن أن نبني في نظره فردًا ناجحًا في الحياة؟ إنها تشمل كل زوايا الثقافة، وهو هدم المعارف القديمة لدى التلميذ، ليأتي الجانب الإيجابي وهو العمل على تشكيل نموذج جديد من التفكير، ومن هنا تبدأ أولى مراحل التربية «فلا بد لكل ثقافة علمية من البدء أولاً بجراحة فكرية وعاطفية، وتأتي بعد ذلك المهمة الأصعب وهي صنع الثقافة العلمية التي تبقى في حالة تعبئة دائمة،